حين أدت مباراة في كرة القدم إلي توتر العلاقات بين مصر والجزائر أبدي الكثير من أبناء الشعبين رفضهم لبواعث التوتر ونتائجه. أذكر اني تبادلت آنذاك عشرات الرسائل الالكترونية مع الأصدقاء صالح مفقودة وعبدالرحمن تبرماسين وعمار شلواي وآمال منصور وغيرهم من أساتذة جامعة بسكرةالجزائرية. أرجعت ما حدث إلي الرواسيب المتبقية من أعوام السيطرة الاستعمارية علي الوطن العربي. بينما أدانت كتابات في الصحف ووسائل الاعلام النعرات القبلية والحساسيات التي تعد تكوينا في الحياة العربية منذ أيام المنافرة الجاهلية وطرحت كتابات أخري تصورات مغايرة.. لكن كل الآراء اتفقت علي ان ما حدث ظاهرة وقتية لا تلبث أن تزول. وفي إطار اعتبار الخلافات العربية العربية ظواهر وقتية تزول في دعوة علي فنجان قهوة يستوقفني موقف السلطات الجزائرية من تطورات الأحداث في ليبيا. من حق سلطات الجزائر أن تناصر السلطة القائمة في طرابلس أو تناصر الشعب الليبي في ثورته علي نظام العقيد.. لكن ما يستدعي السؤال والبحث عن الصورة الحقيقة وقفة الحكومة الجزائرية من تطورات الأحداث في ليبيا منذ الحادي عشر من فبراير الماضي. أشير علي سبيل المثال إلي ما أعلنه المجلس الانتقالي في بنغازي عن الطيارين الذين أرسلتهم الجزائر لقصف مواقع الثوار لولا أن أعادهم الحظر الجوي إلي بلادهم. وروي الكثير عن عمليات نقل المرتزقة والأسلحة عبر الحدود الجزائرية إلي كتائب القذافي لتواصل عملياتها العسكرية التدميرية ضد الشعب الليبي الذي أعلن الثورة علي نظام حكم مارس أبشع أنواع التسلط والقهر وطال أكثر من عهود الملكية. الأمر في تقديري يحتاج إلي وقفة. ففيما عدا دولة واحدة أو اثنتين. فإن الدول العربية اكتفت بالتأييد السلبي أو التزمت حيدة في الصراع بين النظام الليبي وشعبه.. لكن حكومة الجزائر لم ترد بصورة حاسمة علي ما أثاره المجلس الانتقالي من ملاحظات. قد تدافع السلطة الجزائرية عن نظام الحكم في ليبيا لأسباب نتفهمها لكن من غير المتصور أن تتصاعد المساندة إلي المشاركة في قتل الثوار الذين خرجوا طلبا للحرية. آخر ما أذاعته وكالات الأنباء ان عقيدين من كتائب النظام الليبي فرا إلي الجزائر. فأعادتهما السلطات الجزائرية إلي طرابس. حتي لا أتهم بالإساءة إلي العلاقات المصرية الجزائرية فإنني أنتظر الإجابة المقنعة أو أترك للقاريء تسمية هذا الذي حدث.