حين هاجمتنا أنفلونزا الخنازير العام الماضي هجر الجميع المدارس تلاميذ وأساتذة وبات الأمر مرهونا برحمة ربنا وكان الضحية هم أولياء الأمور حيث تكبدوا نفقات الدروس الخصوصية لكل المواد وما أدراك ما حجم الضغط الذي لازم ذلك في ظل الضغوط الاقتصادية التي يعيشها الجميع. مر العام بسلام وتنفس أولياء الأمور الصعداء وجاءت النتائج مخيبة للآمال ولا أحد يدري حتي الآن كيف نجح من نجح ولماذا رسب من رسب وتمني الجميع أن يجدوا في العام الجديد علاجا لكل المنغصات والأوجاع التي عانوها لكن يا ليتهم ما تمنوا. بدأ العام الدراسي الجديد وظل الحال كما هو عليه. الغياب يسيطر علي الفصول والمدرسون يمتنعون وزاد الطين بلة ان سوق الكتب الخارجية اشتعل نارا وأصبح الكتاب الخارجي بضعف الثمن وقبل أن يحل علينا موسم أنفلونزا الخنازير من جديد استعد الجميع ودخلوا الشقوق وكشرت الدروس الخصوصية عن أنيابها لتعلن انها تطارد أولياء الأمور لافتراسهم. ما نرجوه من الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم أن يلزم المدرسين بالشرح أثناء الحصة داخل الفصول خاصة في المرحلة الثانوية التي زادت فيها شكوي الطلبة والطالبات من عدم اهتمام المدرسين بشرح الدرس بحجة ان جميع الطلبة والطالبات يأخذون دروسا خصوصية وليسوا في حاجة إلي شرح مدرس المدرسة. هناك بيوت كثيرة عودت ابناءها علي الاجتهاد والمذاكرة والاعتماد علي النفس والتفوق بدون درس خصوصي لكن هذه البيوت تقف عاجزة وهي تري كل القيم التي علمتها لأبنائها تنهار ويزيد العجز أمام ذلك الغلاء الذي يشوي الجميع. لو فعلها وزير التعتليم وألزم المدرسين بالشرح داخل الفصول سيكون قد ساهم في تخفيف العبء الأكبر عن كاهل الأسرة المصرية لأنه لا خلاف ان نفقات التعليم أصبحت بالفعل كذلك ولا سبيل لإنقاذ الأسرة مما تعانيه من ضغوط سوي بتخفيف أعباء التعليم عنها فجميعنا يتحمل الجوع والعطش ولا يتحمل أن يحرم أولاده من التعليم. انني أهيب بالدكتور بدر أن يصدر تعليماته للمديريات وللإدارات ولمديري المدارس بأن يتابعوا المدرسين في هذا الموضوع حتي نعود إلي الاعتقاد بأنهم ليسوا فوق الحساب.