رحم الله شباب جماهير نادي الزمالك الذين دفعوا حياتهم ثمنا غاليا لحضور احدي مباريات القمة للكرة المصرية بين الزمالك وإنبي صاحبي المركزين الأول والثاني في بطولة الدوري العام نتيجة لسوء النظام والتنظيم والتدافع والاندفاع.. لتشهد ملاعبنا الخضراء كارثة أخري بعد مجزرة استاد بورسعيد.. ومن المؤسف ان تلك المأساة وقعت مع بداية تطبيق قرار عودة الجماهير إلي الملاعب مرة أخري بعد غياب استمر قرابة "3" أعوام.. لقد نسي هؤلاء الضحايا اننا نعيش في زمن فتنة وأن هناك من يسعي لاستغلال هذه التجمعات الجماهيرية لتفجير مظاهر العنف والشغب والذين يمثلون ذيول وأذناب الجماعة الإرهابية من أجل تحقيق أغراضهم الدنيئة في تعطيل مسيرة الوطن وهو يستعد لبناء دولة مصر الحديثة - دولة العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الانسانية والعيش والحرية والديمقراطية - ولأننا نعيش في زمن الفتنة فقد كان يجب علي جماهيرنا حتي ومع صدور قرار بالسماح بحضور المباريات ألا يذهبوا إلي الملاعب حفاظا علي أرواحهم وعدم إعطاء هؤلاء المجرمين الفرصة لاستغلال وجودهم في ارتكاب جرائمهم والإساءة للرياضة المصرية والوطن بمحاولتهم الفاشلة لضرب استقرار وأمن وأمان البلاد والذي باتت تنعم به وبات حقيقة واقعة منذ قيام شعب مصر بثورة يونيه الخالدة دفاعا عن تراب الوطن وهويته.. رحم الله شهداء جماهير نادي الزمالك وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم الصبر والسلوان. وكان من الطبيعي أن يصدر قرار رسمي بايقاف الدوري لأجل غير مسمي وتجميد قرار عودة الجماهير ولكنني أري أنه لابد ان تستمر المسابقة حفاظا علي أرزاق عناصر المنظومة الكروية حيث ترتبط مسابقة الدوري بعملية اقتصادية ضخمة لدي الأندية وكل العاملين بها هذا أولا.. أما ثانيا ان استمرار المسابقة يعد بمثابة رسالة للعالم بأن مصر ماضية في طريقها رغم أنف المتآمرين عليها من الداخل والخارج لتحقيق طموحاتها وأهدافها في بناء دولتها الحديثة وتحقيق الحياة الكريمة للمواطن البسيط. وعودة لأحداث المباراة نجد أن مولد تلك القمة انفض علي "مفيش" بعد أن خرج الزمالك وإنبي حبايب إثر تعادلهما الإيجابي 1/1 ورغم ان إنبي كبير العائلة البترولية كان صاحب هدف السبق للاعبه كهربة غير انه لم يتمكن من الصمود طويلاً أما ضغط الزمالك واصرار لاعبيه علي التعويض والعودة للقاء وكان الحل عند مهاجمه باسم مرسي الذي استغل خطأ مدافع إنبي ليسجل سريعا هدف التعادل.. ورغم الجهد الكبير الذي بذله لاعبو الفريقين غير ان خط الدفاع كان له الكلمة العليا في الحفاظ علي هذا التعادل والذي اعتبره لاعبو الفريقين نتيجة مرضية خاصة في الشوط الثاني الذي جاء أقل من سابقه من حيث الاثارة والمتعة والخطورة علي المرميين ليهبط بالمستوي العام للمباراة بعد اختفاء اللمحات الفنية والقدرة علي اختراق الدفاعات خاصة من جانب الزمالك الذي تأثر إنتاج لاعبيه بفعل اللياقة البدنية نتيجة المجهود الكبير الذي بذله لاعبوه في الشوط الأول ولكنهم لم يحسنوا استغلال تفوقهم الميداني خلاله بينما كان إنبي الأفضل والأسرع والأخطر في الشوط الثاني.. وكان في مقدور لاعبيه حسم اللقاء لصالحهم في الدقائق الأخيرة وتكرار سيناريو تفوقهم علي الأهلي الأسبوع الماضي ولكن التوفيق لم يحالف لاعبيه ولكن أثبت إنبي انه يستحق بالفعل ان يكون أحد المرشحين بقوة للمنافسة علي انتزاع درع الدوري هذا الموسم ويكفيه انه حصد من منافسه المباشر علي البطولة الزمالك 4 نقاط.. وإذا كرر نفس الخطوة مع الأهلي حامل اللقب في الدور الثاني فإنه سوف يقترب بنسبة 95% من الصعود لمنصة التتويج.. فالفريق يمتلك نخبة متميزة من المهاجمين القادرين علي قيادته لتحقيق حلمه الكبير أمثال محمود قاعود وأحمد رفعت ولاماكونيه وكهربة بجانب امتلاكه خط دفاع يتمتع بالصلابة والفدائية وحسن التنظيم.