لم يكد الرئيس السوري بشار الاسد يلقي كلمته الثالثة منذ بدء الثورة علي نظام الحكم العلوي حتي انطلق المحللون في مناقشات طويلة للاجابة علي سؤال مهم للغاية. هل يواجه هذا النظام مخاطر السقوط تحت تأثير الثورة. ام انه نظام قوي وثابت ومستقر؟!. هناك ملاحظة مهمة يبديها المعلقون .. ففي الثورات الاخري التي اجتاحت العالم العربي في مصر وتونس واليمن وليبيا حدثت انشقاقات داخل تلك النظم سواء التي سقطت في مصر وتونس أو التي لم يتحدد مصيرها بعد في ليبيا واليمن او التي نجت في البحرين ودول الخليج. لكن بعد اربعة شهور لم يحدث مثل هذا الانشقاق في نظام بشار او في الوحدات الخاصة من قوات الجيش أو قوات الشرطة رغم الاساليب الوحشية التي استخدمتها تلك القوات في القمع. يقول احد المحللين ان السبب في ذلك واضح تماما وهو ان بشار لايحكم بمفرده فهو في الحقيقة يقود نظام حكم ديمقراطي لكنها ديمقراطية مقصورة علي طائفة العلويين الذين ينتمي اليهم فهو مثل ابيه الراحل حافظ الاسد لايتخذ قرارا الا بعد مشاورات مع المقربين منه وهؤلاء المقربون ليسوا من اسرته فقط لكنهم مجموعة من المستشارين وقادة الجيش والشرطة وكلهم من العلويين وهنا لاتصبح هناك اي خلافات طالما ان هناك حدا ادني من الاهداف المتفق عليها وهي ان تستمر سيطرة العلويين علي الدولة واقتصادها عبر حزب البعث وان يتم الحفاظ علي تلك السيطرة باي شكل واي خلافات بعد ذلك يمكن حلها وعلي ذلك فالنظام العلوي في دمشق مستقر وقائم لعدة سنوات قادمة وليس من حق المسلمين السنة الذين يشكلون غالبية سكان سوريا الشكوي طالما انهم زهدوا في الانخراط في الجيش وتركوا فراغا سده العلويون. لكن هذا الرأي لايجد قبولا من البعض خاصة توماس بيريت المتخصص في الشئون السورية في جامعة ادنبرة الاسكتلندية يقول بيريت ان هذا الوضع يمكن ان يفيد اي حكم استبدادي طائفي اذا كان قائما علي مؤسسات قوية اما اذا كان قائما علي نظام وراثي او عائلي كما هو الحال في سوريا فان الانهيار قادم لامحالة ولن تنجح ديمقراطية "العلويين فقط". ويقول بيريت انه يعترف بان النظام العلوي يسيطر ويحكم قبضته علي البلاد حتي الان لكنه لايضمن ان يستمر هذا الوضع واذا كانت جماعات المعارضة السورية ضعيفة ومتشرذمة في الوقت الحالي فقد بدأت في تجميع قواها ولكنها تحتاج بعض الوقت لتصبح قادرة علي تهديد النظام العلوي كما ان استمرار الثورة اجبر الجيش السوري علي استدعاء اعداد من مقاتلي الاحتياط من السنة وعما قريب سيضطر الجيش الي الدفع بهم الي المواجهات مع اخوانهم السنة تحت قيادة العلويين وسوف يتمردون. ويتفق مع هذا الرأي المعلق الالماني فولكر برتس مؤلف كتاب "سوريا تحت حكم بشار الاسد" وهو مدير معهد الشئون الدولية في المانيا يقول ان الثورة في سوريا تمر بمرحلة اللاعودة بعد ان سالت فيها دماء غزيرة وازهقت ارواح كثيرة.