معرض الكتاب الذي تقيمه مصر هو عيد سنوي للثقافة.. ينتظره عشاق القراءة والاطلاع.. والمثقفون.. وعلي فكرة ليس المثقف هو من يحمل أعلي الشهادات العلمية فقط.. فهناك من يفك الخط ومع ذلك تراه علي دراية بكل ما يجري حوله في كل الدنيا.. وبينهم من يأكل الكتب بحثا عن أشياء كثيرة في نفسه يحبها إلي جانب مشاغله الحياتية وربما لم يصل تعليمه إلا للمرحلة الأولي أو المتوسطة ومع ذلك يتحدث في كل شيء ويكون وراء ذلك قراءاته التي أولها القرآن الكريم المعلم الأول. وقد شاهدت الكثيرين من هذه النوعية من المثقفين يرتادون معرض الكتاب في دوراته السنوية وقد اشتري كل واحد مجموعة من الكتب بحثا عن مزيد من العلم والمعرفة. من هنا تأتي أهمية تنظيم هذا العيد السنوي والذي توسع القائمون عليه في توزيع الثقافة علي مرتاديه فلم تكن الكتب وحدها هي سبيل المثقفين بعد أن بدأت هيئة الكتاب المنظمة لهذا العيد السنوي إلي تحويل وشغل أوقات رواد المعرض بأنواع أخري للثقافة إلي جانب الكتب فهناك شرائط الكاسيت والفيديو والأقراص المدمجة المسماه بال "سي..دي" وهي أحدث أدوات المعرفة. وكذلك وكي تزيد هيئة الكتاب والمعارض زوارها بالمعرفة قررت ومن سنوات طويلة إدخال نوع آخر وهو إقامة الندوات الثقافية التي يشارك فيها علماء المعرفة في فروع كثيرة والخبراء والمتخصصين في الفنون.. والاداب والمسرح والسينما ليشاركوا رواد الثقافة في عيدهم ويقدمون خلاصة خبراتهم خلال هذه الندوات ويردون علي أسئلة الرواد التي تكتظ بهم المخيمات وصالات المعرض حتي هواة السياسة لهم مكان يتجمع رجالها يناقشون أحوال الدنيا وعالم السياسة.. كل ذلك في جو جميل وتجمع نظيف الذهن والقلب يضيف علي المكان بهاء وسرورا. ربما كانت هذه المقدمة الطويلة لأدخل إلي الهدف الذي دفعني للكتابة عن معرض الكتاب الذي تشهده القاهرة هذه الأيام في دورته التي تخطت السنوات الطوال ولأتحدث عن تخصصي الرياضة وأتذكر مع أصحاب هذا النوع من الهواية ولأذكر القائمين علي المعرض الحالي انه ومنذ سنوات مضت كان للرياضة ركن مهم وخيمة سنوية يتجمع فيها الرياضيون وهواة اللعبة الشعبية وباقي الألعاب يستمعون إلي الخبراء في كل رياضة ليقدموا عصارة أفكارهم عم كل لعبة وقانونها ويتناقشون مع الرواد حول أهم القضايا التي تكون علي سطح الأحداث وقت إقامة المعرض. كانت ندوات الرياضة تضم الخبراء من الحكام والمدربين والمسئولين عن الأندية والنقاد الرياضيين ونجوم الرياضة من اللاعبين الذين تعشقهم الجماهير كل ذلك في جو من الألفة والتآخي وهم يناقشون ويتحاورون ويستمع كل للآخر ويسأل المشارك ويرد الخبير ويمضي الوقت سريعا رغم أن زمن الندوات الرياضية كان دائما هو الأكبر. وقد شرفت بالمشاركة في هذه الندوات في سنوات كثيرة أيام كان سمير سرحان مسئولا عن هيئة الكتاب ومشرفا علي المعرض وعيد الثقافة والمعرفة. ولكن وخلال السنوات الأخيرة تغافل القائمون عن ندوات الرياضة ربما خشية أن تتحول إلي مشاحنات ومشاكل وهم لا يدروكون أن محبي الرياضة أصحاب عقل وقلب أبيض والأكثر بحثا عن المعرفة خاصة وهم في حرم معقل الثقافة وفي عيد المعرفة.