وسط توقعات باستمرار حالة التذبذب في الأداء شهدت مؤشرات بورصة الأوراق المالية تراجعا جماعيا خلال تعاملات الاسبوع الأخير بدعم من مبيعات المستثمرين الأجانب والعرب وسجل مؤشر البورصة الرئيسي "ايجي اكس 30" تراجعا قدره 1.1% لتحقق البورصة خسائر بنحو 5 مليارات جنيه وبلغ رأس المال السوقي إلي نحو 8.409 مليار جنيه في نهاية تعاملات الخميس الفائت مقابل 8.414 مليار الأسبوع السابق. ووفقا للتقرير الاسبوعي للبورصة المصرية فقد استحوذت تعاملات المصريين ما يقرب من 84% بينما كان نصيب الأجانب 8.12% والعرب 2.3% وسجلت تعاملات الأجانب صافي بيع بنحو 143 مليون جنيه بينما بلغت صافي مبيعات المستثمرين العرب حوالي 3.11 مليون كما اتجهت تعاملات المؤسسات إلي البيع لتحقق صافي مبيعات بنحو 4.217 مليون جنيه. بلغت قيمة التداول نحو 5 مليارات جنيه بزيادة ملياري جنيه عن الأسبوع السابق الذي شهد تداولا بقيمة 3 مليارات جنيه واحتل قطاع الخدمات المالية باستثناء البنوك المركز الأول من حيث الاداء تلاه قطاعا السياحة والترفيه والعقارات ومواد البناء بينما احتلت اسهم المصرية للمنتجعات السياحية ومجموعة طلعت مصطفي والصعيد العامة للمقاولات ومجموعة عامر القابضة والعربية للاستثمارات والتنمية المراكز الخمسة الأولي في قائمة الشركات الأكثر نشاطا من حيث كمية التداول. ورغم تباين اداء السوق بين الصعود حينا والنزول أحيانا أخري وغلبة الاتجاه العرضي علي التعاملات الا ان خبراء الأوراق المالية يرون ان اداء السوق لا يدعو للقلق لأنه يتواكب مع المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها البلاد حاليا. قال الدكتور هاني سري الدين رئيس هيئة سوق المال السابق ان البورصة مرآة للأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة مشيرا إلي أن حالة التذبذب وعدم الاستقرار التي تسيطر علي السوق أمر طبيعي في ظل الظروف الحالية فالبورصة لا يمكن ان تكون بمعزل عن المجتمع ويؤكد سري الدين ان الاقتصاد المصري متماسك رغم تأثره وقد انعكس ذلك في صورة تماسك البورصة رغم حالة التذبذب التي تشهدها. وتري أماني حامد رئيس مجلس ادارة شركة عكاظ لتداول الأوراق المالية ان الاداء العرضي للبورصة يسمح بفرص للبيع والشراء وتحقيق مكاسب للمتعاملين ولذلك فهذه الحالة لا تدعو للقلق خاصة ان هناك صعودا ونزولا فالاتجاه الهبوطي لم يعد يسيطر علي السوق وهذا في حد ذاته شيء جيد. وتتوقع حامد ان يتحسن اداء السوق مع التحسن التدريجي في الأوضاع الاقتصادية والسياسية ومع اتخاذ خطوات جادة نحو الاستقرار وبحسب عنايات النجار خبيرة أسواق الأوراق المالية فإن المتعاملين في البورص حاليا هم من المستثمرين قصيري الأجل والمضاربين مبررة ذلك بعدم وضوح الرؤية المستقبلية للأوضاع في مصر وهو ما لا يشجع المستثمر طويل الأجل علي دخول السوق ومثل هذا المستثمر ينتظر اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية ليحدد موقفه. وتري النجار انه طالما هناك عرض وطلب في السوق فهذه ظاهرة صحية وتدعو للاطمئنان حتي لو كان السوق "يوم طالع ويوم نازل" وقالت اننا لم نكن نتوقع هذا الاداء في ظل هذه الظروف وكنا نخشي تأثيرات سلبية كبيرة إلا ان السوق استطاع الحفاظ علي تماسكه وتجاوز المرحلة الأسوأ.