صنعاء- وكالات الأنباء: بدأ سيناريو التقسيم يعرف طريقة علي أرض الواقع في اليمن حيث تعقد التيارات والأحزاب السياسية الفاعلة في جنوب اليمن. منذ استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي الخميس الماضي. محادثات مكثفة في عدن بهدف العمل علي توحيد جهودها تمهيدا لإعلان الانفصال. ويبدو أن الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بالشمال من جراء اجتياح جماعة الحوثي لصنعاء ومناطق أخري دفعت إلي تضييق هوة الخلاف بين تلك التيارات التي كانت منقسمة بشأن مصير جنوب اليمن. فالتيار الراديكالي إلي الحراك الجنوبي الذي كان يطالب باستقلال جنوب اليمن. وجد نفسه بعد استقالة هادي. في الخندق نفسه مع تيارات الجنوب التي كانت مؤيدة للدولة المركزية في إطار الأقاليم الستة. وتسعي التيارات من خلال المباحثات المكثفة في عدن إلي حسم الموقف في الجنوب بين دعاة "الحكم الذاتي" والاستقلال التام والعودة إلي دولة الجنوب قبل الوحدة في 1990. مستغلة الفوضي في الشمال. وذهبت بعض المصادر في الحراك الجنوبي إلي أبعد من ذلك. بالقول أن الحوثيين يصرون علي فرض الإقامة الجبرية علي هادي والوزراء الجنوبيين لمنعهم من التوجه إلي عدن وإعلان دولة الجنوب. فهادي المحاصر في منزله بصنعاء. ينحدر من الجنوب وتحديدا من محافظة أبين. سيحاول. حسب هذه المصادر العودة إلي عدن لإعلان الدولة المرتقبة بعد أن ضاق ذرعا بالخلافات والنزاعات في الشمال. وفي وقت تبقي هذه المعلومات في إطار التكهنات تشير الأحداث في الجنوب إلي أن الحراك الراديكالي سيستغل الفراغ السياسي والدستوري الذي تعيشه البلاد بالإضافة إلي حالة الغضب في أوساط القوي السياسية. كما سيعمل علي الاستفادة من غضب السلطات المحلية في المحافظاتالجنوبية التي أعلنت في وقت سابق عدم تلقي أي أوامر عسكرية وأمنية وإدارية من صنعاء بسبب العملية الانقلابية التي قادها الحوثيون. أما التيار الذي كان حتي الأمس القريب موال للمركز. فقد أكد علي لسان رئيس الكتلة البرلمانية الجنوبية فؤاد وأكد أن الظروف الحالية ستساعد في أن يضع الجنوبيون يدهم علي أرضهم وأعرب وأكد عن أمله في أن تنفق القوي الجنوبية علي قيادة موحدة كي تتمكن من الوصول إلي مطالبها المتمثل في فك الارتباط أو تعديل في شكل الوحدة بما يحقق للشعب الجنوبي تطلعاته. بدوره قال القيادي في الحراك الجنوبي. فؤاد راشد. إن الفرصة الآن مواتية جدا خاصة وأن كافة القوي الجنوبية من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني. والتي كانت إلي وقت قريب علي علاقة مباشرة بصنعاء. فقدت الأمل في إقامة دولة مدنية في الشمال. وأضاف إن تلك التيارات انضمت إلي قوي الحراك الجنوبي لما تمتلكه من برنامج سياسي وثقل شعبي. مشيرا إلي أن الأحداث الأخيرة في صنعاء خدمت الحراك وعززت من قوته وعنفوانه وانتشاره وتأييده. وأكد راشد أن التيارات التي كانت متمسكة بالوحدة وصلت إلي قناعة باستحالة إقامة دولة مدنية في الشمال مشيرا إلي أن ما يمثله الحوثي من تيار ديني متشدد.. ستصب جميعها في استعادة الدولة الجنوبية. يشار إلي أن مسلحي اللجان الشعبية الموالية لهادي تسيطر علي كافة المقرات الأمنية والحكومية في عدن ومدن أخري في المحافظاتالجنوبية التي كانت قد أعلنت رفض تلقيها الأوامر من العاصمة صنعاء. وغادر نحو 600 طالب من الكلية الحربية في صنعاء مقر الكلية احتجاجا علي سيطرة مسلحي جماعة الحوثيين علي الكلية واستيلائهم علي مخزن السلاح والأوضاع التي آلت إليها البلاد مما يضع مستقبلهم في خطر.