عادت من جديد مشكلة التنقيب عن الآثار بغرب الإسكندرية بعد أن تمكنت العصابات علي مدار الأسابيع الماضية من اكتشاف مجموعة من الآثار والغريب هو بزوغ نجم منطقة مينا البصل الشعبية كمنطقة آثار بعد أن كانت عمليات التنقيب بمنطقتي الجمرك واللبان والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن السيطرة علي أعمال التنقيب من لصوص الآثار ولماذا أصبحت منطقة مينا البصل هي كنز الإسكندرية الأثري؟ يقول وليد جابر "الخبير القانوني": إن التنقيب عن الآثار جريمة ولكن ثبوت الواقعة لها صعوبة وفي العادة يكون الذي ينقب عن الآثار شديد الحرص كما أنه ينقب داخل العقارات الخالية من السكان ويقوم بجمع مخلفات الردم والحفر التخلص منها خلال الساعات الأولي من الصباح حتي لا يثير الريبة. موضحاً أن هناك تشكيلات عصابية منتشرة في بيع الآثار المستخرجة وتسويقها عبر شبكة الإنترنت أو من خلال تجار معروفين لهم ولذلك فإن المسألة تحتاج إلي متابعة دقيقة من الأحياء والجهات الرقابية والشرطة لضبط المتاجرين بالآثار. مضيفاً أن المشكلة أن أغلب هؤلاء اللصوص يقومون بالتنقيب عن الآثار في مجموعات كبيرة ما بين عمال حفر ونجارين وغيرهم مما يجعل الاتهام علي المشاع وغالباً ما تخلي النيابة طرفهم بكفالة أو بضمان محل إقامتهم لأن التهمة تكون علي المشاع ويفلت الفاعل الأصلي ومما يزيد من صعوبة القضية أن أعمال الحفر تجري في منناطق راقبة أو شركات كبري للمقاولات مما يعيق مداهمة المكان من قبل قوات الأمن. يضيف اللواء أحمد متولي رئيس حي غرب الإسكندرية أن التنقيب عن الآثار من قبل اللصوص تتم داخل الوحدات السكنية بالأدوار الأرضية ومن الصعب اكتشاف أعمال الحفر إلا إذا تسبب هذا الحفر عن تصدع العقار أو حدوث هبوط أرضي بجواره . يقول الدكتور يوسف خليفة رئيس ق طاع الآثار المصرية بالإسكندرية إن أعمال التنقيب من قبل لصوص الآثار أصبحت في غاية الخطورة بعد أن ظهرت أجهزة حديثة يمكنها الكشف عن الآثار تحت الأرض قبل أعمال الحفر. لافتاً إلي أنه كان في الماضي يلجأ لصوص الآثار للمشعوذين ولكن حالياً تتدخل الطرق العلمية والأجهزة الحديثة للكشف عن الآثار. مضيفاً بأن هناك أجهزة متطورة تسمي "JPr" وهي أجهزة تستطيع الكشف عن الآثار التي توجد أسفل الأرض دون حفر أو تنقيب من خلال اكتشاف الفراغات والمعادن بالموجات فوق الصوتية. أضاف خليفة أن انتشار هذه الأجهزة في الوقت الذي كانت البلاد تعاني الانفلات الأمني الذي ضرب البلاد عقب ثورة 25 يناير أسفر عن الكثير من أعمال التنقيب العشوائي للبحث عن الآثار بمحافظات مختلفة منها المنيا وبني سويف والإسكندرية خاصة بمنطقة حدود الإسكندرية القديمة التي توجد بالقباري ومينا البصل وغيرهما من المناطق التي توجد بغرب الإسكندرية. أشار خليفة أن هناك بعض الأفراد الذين تمكنوا من الحفر داخل أحد المنازل الموجودة بجبل مهران بطابية صالح بمنطقة القباري داخل الشقة بقطر متر ونصف المتر وبعمق ما يقرب من سبعة أمتار وممتدة للعقار المجاور والشارع وتوصلوا لجبانة ضخمة يعود تاريخها إلي العصر الروماني وبها فتحات في الصخر وما يقرب من 252 قطعة فخارية أثرية وتم ضبطهم وتحريز الآثار التي تمكنوا من استخراجها. أضاف مصطفي رشدي مدير عام الآثار المصرية بالإسكندرية أن أعمال الحفر من قبل لصوص الآثار التي جرت مؤخراً بمنطقة كوم الشقافة أسفرت عن تمكن مجموعة من اللصوص من صنع حفرة بقطر متر وبعمق 11 متراً تقريباً وتوصلوا لجبانة متعددة الطوابق ترجع للعصر الروماني.