تقول الروايات التاريخية إن محمد علي باشا حين أراد أن يقيم دولة مصر الحديثة أشار عليه بعض المستشارين "الجهابذة" إلي أن يهدم الأهرامات كي يتم بناء القناطر الخيرية. وفي اللحظة الأخيرة فطن لخطأ هذه النظرية بعد أن لقنته قسوة الحجارة وصلابتها درسا لن ينسي. فتبين لهؤلاء أنه من المستحيل ومن غير اللائق أن تدشن مرتكزات حضارة جديدة علي أنقاض حضارة الفراعنة الخالدة. وأكد المهندسون أن قطع الحجارة من محاجرها أسهل آلاف المرات من هذا التصرف الأحمق. وفي بلادنا وكما يعلم الجميع ما يزيد علي ربع آثار العالم. وهي منحة ربانية صنعتها أيادي المصريين عبر العصور المختلفة. وفي معظم دول العالم تحظي آثارنا بمكانة خاصة وتستطيع أن تري المسلات الفرعونية التي نهبت تزين الشوارع والميادين. وقد عاينت هذا بنفسي في أحد ميادين العاصمة الفرنسية باريس. ولا غريب أن ننال تلك الحفاوة ونسعي بطبيعة الحال لتشويه هذه الصورة الفريدة. فمنذ أن اشتعلت الثورة. تعرضت آثارنا للاهمال. بفعل الأحداث المتلاحقة. وتوقفت أعمال الترميمات في قلعة صلاح الدين. وغيرها وزاد الجريمة بشاعة هدم العديد من آثار مصر القديمة وكان آخرها "بيت المهندس" التاريخي بشارع سوق السلام رغم اعتراف منظمة اليونسكو به كأثر يجب صيانته. كما توقفت الإنشاءات في المتحف القومي للحضارة بمنطقة الفسطاط. نعلم أن السياحة تأثرت كثيراً بفعل الأزمات السياسية. واختفت الأفواج السياحية تباعا بعد أن وصلت إلي ما يزيد علي 15 مليون سائح سنويا وفقا للاحصائيات الرسمية قبيل الثورة. وليس مستحيلاً عمل عروض خاصة بالتنسيق مع شركات السياحة ولو بنصف القيمة للمجموعات والهيئات العلمية والشبابية وتنشيط السياحة من جديد كما فعلت دول متحضرة مثل اسبانيا وتركيا وغيرهما. وحتي تكون السياحة هي القاطرة الحقيقية للنهوض والتنمية. لماذا لا نفكر أن نضيف منتجات جديدة علي غرار فكرة احياء طريق العائلة المقدسة والذي يعد خطوة علي الطريق وهناك أيضاً مشروع الواد المقدس "طوي" الذي يتمتع بمنزلة روحية خاصة عند الديانات السماوية. وبه جبل الطور الذي كلم الله عز وجل فيه سيدنا موسي عليه السلام تكليما. يا سادة تحركوا قبل أن يفكر جهابذة هذا الزمان. في هدم الأهرامات لبناء أبراج سكنية ومنتجعات استثمارية. فأمة بلا تاريخ لا حاضر ولا مستقبل لها!!