كان الله في عون كل من تولي منصبا كبيرا أو صغيرا بعد الثورة فهو موضوع دائما تحت "الميكروسكوب" مطالبا بأن يرضي جميع الأطراف وبشكل فوري وهو ضرب من المستحيل.. فأي قضية لها وجهان حق وباطل.. ظالم ومظلوم بدرجاتها المختلفة واذا أصدر حكما لصالح أحد سيغضب الآخر لانه ليس هناك من يعترف انه مخطئ إلا من رحم ربي فعلي المستوي العام كل قرار تصدره الحكومة او الجيش نجد له معارضين حتي قانون البلطجة والمظاهرات الذي صدر لحمايتنا خرج علينا من يقول انه كبت للحريات ولا أدري أي حريات ونحن لم نعد نأمن علي حياتنا واولادنا فضلا عن أن اقتصادنا ينهار بدرجة سنضيع معها جميعا اذا لم نضرب بيد من حديد علي المتسببين في هذا العبث. وعلي مستوي الهيئات نجد ان كل "مكبوت" خرج عن صمته وكل مظلوم يبحث عن حقه لكن المشكلة ان الكل يري انه صاحب حق فإختلط الحابل بالنابل وأصبح المسئول في موقف حرج يصعب عليه التفريق بين الطرفين وسط الأصوات العالية ولو وضع يده علي المخطيء لخانته شجاعته في اتحاذ قرار حاسم ضده بل يؤثر التهدئه بالعبارات العائمة التي لا تدين أحدا ولا تعطي الحق لاحد والنتيجة أن الغليان يزداد لان المشاكل لا تحل بشكل جذري وعادل. فلوكنت "المسئول" وهذا ما لا أتمناه ابدا لا تبعت اولا القاعدة الربانية التي تقول "لا يجر منكم شنئان قوم علي الا تعدلوا" فمهما بلغت درجة كرهي لشخص أو مجموعة يجب الا يؤثر علي حكمي العادل تجاههم. ثم القاعدة الثانية التي هي من هدي الرسول صلي الله عليه وسلم وهي أنصر أخاك ظالما او مظلوما وفسر عليه الصلاة والسلام نصره ظالما بأن نضرب علي يديه وذلك لصالح جميع الاطراف .. المسئول لانه ارضي ضميره وربه والمظلوم لانه أخذ حقه والظالم ليفيق ويكف عن ظلمه لان الظلم ظلمات يوم القيامه. وعلي اساس هاتين القاعدتين اتناول كل قضية علي حدة وأضع كل معطياتها امامي وأسمع من كل الاطراف دون ان يؤثر علي حماس أحد او لباقة اخر إطواء ثالث ثم استعين بمستشارين علي اكبر قدر من الامانه والثقة لا جنب هواي تماما ثم اصدر قراري وانفذه بكل حزم وصرامه ولا يهمني من يغضب مني او يصفق لي . أعرف ان الكلام اسهل كثيرا من الفعل ولكن هذا ما يجب ان يتم لأن سياسة التعويم والتتويه ومحاولة ارضاء الجميع التي نراها الآن لا تحل ولا تربط وسيظل الكل ثائرا.. الثائر الحق والثائر الباطل ولا ندري متي سنبدأ البناء ومن سيقوم به. علي فكرة!! أفضل أنواع التنافس الذي يكون في الخير والعطاء بأنواعه تقربا الي الله .. والكل يتسابق الآن لجمع تبرعات لمصابي الثورة وسداد ديون مصر وإقامة مشروع زويل العلمي فضلا عن اعادة بناء العشوائيات وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولكن بالضوابط التي تحمينا من الدخول في دوامه فساد جديده.