في ظاهرة محمودة تنتشر علي الساحة الآن العديد من المؤسسات الثقافية التي ترغب في إحداث حالة من التنمية الثقافية المجتمعية.. فهل هناك رؤية واضحة لهذه المؤسسات الثقافية الأهلية لتؤدي ما أخفقت فيه وزارة الثقافة التي لا تخدم أكثر من مائتي ألف مواطن غالبيتهم من الأدباء والكُتاب لكنها لا تصل لملايين المواطنين المعنيين بهذه الخدمة والتي حرموا منها نتيجة قصر في الرؤية والمكوث في الأبراج العاجية إلا قليلا مما تنفلت منه الرؤية لعدد من المثقفين داخل هذا الكيان يعدون علي أصابع اليد وسط مئات القيادات في تلك الوزارة التي أجهضت الثقافة علي مدار عقود طويلة. البحث عن آليات وطرق تدفع بتلك المؤسسات الخاصة لأداء دورها الفعال.. البحث أيضا حول هل الدولة وحكومتها معنية حقاً بتنمية ثقافية أم أن دعمها ونشاطها لا يخرج عن الاستهلاك الإعلامي.. وانطلاقاً من دور صالون "المساء" الثقافي ودعمه للقضايا الثقافية الهامة عقد هذا الصالون الذي جمع أكثر من مؤسسة أهلية منهما القراءة والمعرفة.. بيت الحياة.. إيزيس للثقافة والفنون.. واتحاد الصالونات الأدبية.. وابن القناة وسيناء.. وشبابيك.. وأبجدية.. وغيرهما من مؤسسات تحت التأسيس لبحث هذا الدور القومي الهام الذي تؤديه هذه الكيانات لخوض مشروعها الثقافي بعد حالة من السقوط والانهيار الكبير بسبب إهمال وتجريف الثقافة والوعي لدي غالبية الشعب المصري يقول الحضور: * د. أسامة أبو طالب: علينا أن نعترف ان مؤسسات الدولة ليست إدارة فاشلة ولكنها إدارة خائنة تعمل عكس الأهداف المرجوة منها والمطلوبة وبمثل تلك الإدارات سقط الاتحاد السوفيتي.. فإن يمد المسئول يده في السلة ليخرج أعطب ما فيها هكذا تسقط الدول.. والسؤال الآن هل الثقافة مطلب شعبي؟ فهل لو أغلقت وزارة الثقافة المسارح كلها هل سيخرج الشعب في مظاهرات ليطالب بفتحها؟ هل سيدري أصلاً انها أغلقت.. أم سيقول انها كيانات خربة وتستحق الغلق؟! الاجابة لن يشعر أحد.. ومن هنا علينا النظر للتجارب الناجحة مثل تجربة طلعت حرب الذي قاد حركة تنوير وأنشأ مسرح الأزبكية القومي الآن ولجأ للصفوة من الشعراء والمخرجين ونجحت تجربته وهناك تجارب أخري كتجربة أنصار المسرح وخرجنا بها وبإنتاجها خارج القاهرة وخارج مصر ولعل هذا يقودنا لسؤال هام هل كفرنا بالبني والمؤسسات الموجودة التي لديها الميزانيات التي تُهدر.. وهل البني البديلة تلك مطلب شعبي؟ هل نحن بحاجة للخروج في قوافل ثقافية وتمول من أهل الخير من رجال أعمال لا يسعون لعمل مهرجانات لأسمائهم بقدررغبتهم في عمل وطني؟! من هنا يجب أن نخلص أولاً ان الثقافة ليست مطلباً شعبياً ويجب العمل علي أن تصبح مطلباً شعبياً بشكلها الحقيقي المتعة والتعليم وعلينا أن نبدأ بهذه الكيانات الصغيرة الضيقة وبدءأ من الريف المصري وهو العمل الذي كان يجب أن تقوم به الثقافة الجماهيرية.. التي تحول كل الإداريين فيها لفنانين وكُتاب للأسف.. وهنا يجب أن نبحث كيف نحول الثقافة لجهد شعبي ومطلب شعبي.. الثقافة يجب أن يعد لها من أجهزة رافدة.. كعودة المسرح المدرسي وغيره من أنشطة فعلية تدرب التلميذ وتجعله متذوقاً للفنون والآداب وهذا لن يتم في مدارس ضيقة وتلاميذ يمسكون المطاوي ومدرسين لا يعنيهم إلا الدروس الخصوصية رغم فقر الطالب أحياناً.. ورغم ذلك لا نطالب بهدم مؤسسات الدولة ولكن علينا أن نطهرها ونطورها حتي لا تفرخ لنا الفساد الثقافي الذي يؤثر علي أي جهد خاص.. ولابد من حماية المؤسسات الخاصة وتوفير المناخ لعملها دون أن تقع تحت سطوة موظف صغير يتحكم فيها من أجل رشوة. * سعاد سليمان: بعد الثورة قررنا أن نعمل في مجال العمل العام التطوعي وقمنا بعمل معرض الشارع وكانت المفاجأة انه من ديسمبر 2013 بدأت الرقابة علي الكتب التي نوزعها مع انها مطبوعة داخل البلد فمنعوا معرض الشارع حتي يعرفوا ما يطرح من عناوين وأعتقد ان هناك قصدية من ذلك كقصدية عودة مخلفات النظام القديم حتي يبقي الناس علي ما هم عليه.. الدولة تحارب نفسها.. التوعية لدي تلك المؤسسات للاستهلاك الإعلامي وفي جمعية "بيت الحياة" التي أمثلها نقوم مثلاً بالتوعية الأثرية بعد اعتداء الأهالي علي المقابر الفرعونية في دهشور وهدمها وبناء المنازل فوقها. * سوزان التميمي: هناك عرقلة للمؤسسات الأهلية والسبب الحيتان الثقافية كتلك الأسماء التي تطرح طوال الوقت في المسابقات والمؤسسات الرسمية التي تبحث عن أهل الثقة لا الجودة حتي وإن كنت تعبر للحياة الثقافية عبر كيان شرعي ومعك كافة التصاريح الأمنية لا نرفض الرقابة وهي من الأشياء الضرورية خاصة مع انتشار بعض الجماعات الإرهابية فكراً والتي تطبع بعيداً عن الأزهر والدولة فهذا يضعنا في مأزق كبير ثقافي وحضاري. * ربيع مفتاح: محور المؤسسات الثقافية ما لها وما عليها.. يبدأ بأن نعترف ان القطاع الثقافي وصل للشيخوخة والعجز ومعدلات الحركة مثل السلحفاة وهكذا أصبح اللجوء والتعامل مع المؤسسات الأهلية ضرورة وحتمية تاريخية لا مفر فقد وصلنا للطريق المسدود وفي مؤسسة القراءة والمعرفة التي يمثلها اليوم خمسة من الأعضاء في صالون المساء.. دفعنا لهذا العمل كوننا من المثقفين المهمومين بالبلد وأردنا أن نقوم بدور فعال. ملاه ليلية!! * د. ضحي العاصي: لا يمكننا الانفصال عن الدولة لأنها لن تتركنا نعمل دون تدخل.. ولذا لابد من وضع صيغة قانونية لتأسيس تلك الجمعيات والمؤسسات بحيث تعطيها صلاحيات ولابد أن يثقف الموظف بحيث يصبح مرناً ويفهم الفارق مثلاً بين شركة وبين مؤسسة.. وعلي المؤسسات الثقافية أن تجتمع لصياغة قانون أو لائحة لهم يكون فيها مزيد من الحرية للعمل فأنا كممثلة لمؤسستين ثقافيتين "شبابيك وأبجدية" أطالب بهذا وأن يكون هناك نقابة لخدمة المؤسسات الثقافية وحمايتها لأنها تؤدي عملاً لخدمة الدولة. * عادل سعد: هل سمع أحدكم عن وكالة العبيد.. أو قنطرة المجذوب.. هذه أماكن أثرية في أسيوط.. تحولت لمخزن للعربيات الكارو.. وبعد أن تغير المحافظ وتم ترميم المنطقة مازالت الناس تجهل قيمة تلك الأماكن لجهل القائمين عليها فبعضهم يعاني الغباء الثقافي.. ومن وجهة نظري ان عمل أي مثقف داخل حظيرة الدولة مدمر. * محمود حسن: المؤسسات الأهلية هي التي امتلكت القرار المصري وجاءت برجل علي رأس الدولة اسمه محمد مرسي.. ولهذا علي المؤسسات الثقافية أن تنشط لتقاوم هذا وتأخذ المواطن المصري من الإرهاب. * صالح شرف: فكرنا في تكوين تكتل الصالونات الأدبية وانطلقنا من شهر أغسطس 2014 والحقيقة ان صالون ابن القناة وسيناء الذي يعمل بدأب هو أو غيره لن يقدم دوره التنويري في ظل تعقيدات من الجهات الرسمية التي لا نرفضها بقدر ما نطالبها بالدعم وتسيير الأعمال بمدنا بالتصاريح. * حسن حلمي: أنتجت للسينما وللتليفزيون كنت ورياض العريان ننتج إنتاجاً مشتركاً ونتخير الأعمال الجادة وكان لدينا الكثير من الخيارات.. النخبة الآن في حالة ترفع عن الشارع فكيف نتواصل معه في ظل حالة ترد؟ * شوقي عبدالحميد: أي احتكاك بالدولة سيعرقل أي نشاط ثقافي لابد من موافقة مجلس الشعب ودائرة لن تنتهي.. لذا الحل هو اتحاد بين المؤسسات الأهلية مع بعضها حتي تعمل بدون اللجوء للدولة. * أسعد رمسيس: ثبت فشل الجهاز الحكومي بدليل خروج الناس علي الإرشاد الحكومي.. الذي كانت تضعه الدولة في تاريخها منذ عهد عبدالناصر حتي مرسي.. إن نجاح العمل الثقافي الأهلي يترجم نجاح الثورة فهناك تيارات مختلفة تعمل ضد مصر. * خيري حداد: نحن مجتمع جائع.. البطالة وتردي الحالة الاقتصادية جعلت المجتمع وبنيته التحتية ممزقة فهل ننتظر حتي يشبع المجتمع ثم نثقفه؟ لابد من إشراف الدولة ولكن أية دولة؟! دولة ما بعد الفساد والفساد مازال قائماً.. نحتاج للحرية حتي نتخلص من هذا العبء الذي أدي للانهيار السياسي من سنة .1952 * كوثر مصطفي: كيف نصل لتسعين مليون مواطن.. هذا هو الحلم ومن الممكن أن يتحقق ونخرج كمؤسسات ثقافية أهلية لا تشبه وزارة الثقافة بندواتها التي لا يحضرها سوي أعداد قليلة. * عبدالغني داود: من الممكن أن نستصدر من مجلس الشعب حق تكوين بنك التنمية الثقافية كما كون طلعت حرب باشا بنك مصر علينا أن ننسق لاستخراج هذا القرار للأنشطة الحرة الأهلية وعلي السلطة أن تكف عن النظر بارتياب لتلك الكيانات.. دعونا نحلم حتي يتشكل البرلمان. * سحر غريب: علينا بالدفع لاستقطاب عدد كبير من رجال الأعمال لعمل مشاريع ثقافية قومية. * رانيا يوسف: الخلفية التاريخية للصالونات الأهلية في مصر تدلل علي انها كانت النوافذ التنويرية.. فلدينا صالون العقاد وبيت الأمة وصفية زغلول ودورها.. وكرمة بن هانيء.. والدمرداشية.. والأميرة فاطمة وغيرهم كل هذا قبل أن تكون مصر جمهورية. التوصيات إعادة النظر إلي الثقافة باعتبارها كالتعليم والصحة ولابد لمن يسهم في تنميتها حصوله علي امتيازات ضريبية. البحث عن مصادر جديدة للتمويل أو السماح لها بمشاريع توفر الدولة بعض مقوماتها لتدر دخلاً ينفق علي الأنشطة التنموية للمجتمع المتعطش للثقافة والوعي. تكوين كيان مؤسسي أهلي قوي ليقف أمام فساد الدولة القديمة التي خربت العقول ولن يكون هذا الكيان إلا المؤسسات الثقافية الحرة.