نعلق آمالاً عريضة علي برلمان 2015 ومسئوليتنا من الآن انتقاء اعضائه وعضواته وفقا لمعايير الكفاءة والأمانة والقدرة علي العمل.. فالوقت لا يحتمل المجاملات ولسنا في حاجة إلي برلماني يكتفي بتقديم التهاني لأبناء دائرته في المناسبات المختلفة في لافتات تملأ الاحياء في وقت لا يلمس فيه المواطنون أي تحسن بأي خدمات أو حتي لا يستطيعون مقابلته لطرح مشاكلهم وتلبية خدماتهم والمسئولية عموما تقع علينا جميعا الفترة الحالية لا تحتمل الوجاهة والمنظرة أو مجرد التقاط صور تذكارية تحت قبة البرلمان.. للتباهي بها في المناسبات المختلفة.. فعلا نحن في حاجة لنواب يشعرون بالمواطنين ومشاكلهم يسعون لتلبية خدمات الجماهير دون طلب أو مذلة أو واسطة يسعون لسن قوانين وتشريعات تنعكس فعليا علي حياتنا تسهم في حل أوجاعنا الاجتماعية والاقتصادية وتحسين مستوي معيشة البسطاء. أول الملفات التي أري أن يناقشها البرلمان 2015 هو النساء الغارمات تلك الأزمة التي يعيشها المجتمع في السنوات العشر الأخيرة والمرأة الغارمة هي المرأة الفقيرة التي تضطرها ظروفها الصعبة للتوقيع علي ايصالات أمانة لأسباب عديدة منها شراء سلع ضرورية لها أو لأولادها بالتقسيط أو ضمان زوج ابنتها أو ضمان زوجها وما إلي ذلك من معاملات مادية تفشل علي أثرها في سداد الدين هي أو من تضمنه وتكون النتيجة ان يستخدم الدائن حقه القانوني ويلجأ للقضاء.. فيحكم عليها بالسجن سنوات كثيرة.. بسبب بعض مئات أو آلاف الجنيهات لتصبح بين يوم وليلة من أرباب السجون جنبا إلي جنب المحكومين في قضايا آداب أوقتل أو غير ذلك من جرائم يرفضها المجتمع وقبلها يحرمها الدين.. وتنهار أسرة المسكينة ليتحول حلم الأم بدلا من الفرحة بابنتها أو مساعدة زوجها أو زوج ابنتها إلي كابوس البقاء في السجن لسنوات. طبعا المشكلة قائمة وبكثرة بين السيدات الفقيرات ومنتشرة في المناطق الشعبية والعشوائية وما يزيد المشكلة هو حسن نية الكثير منهن جنبا إلي جنب الجهل بالقانون. حكايات الغارمات مؤلمة لا يشعر بها إلا من يري نماذج منهن عن قرب فتصيبك الدهشة عندما تعرف ان هناك عجوزاً حكم عليها منذ عشر سنوات بسبب دين 50 ألفا ومدة عقوبتها تمتد حتي 2037 ويزداد الأمر صعوبة عندما تعلم أن 25% من السجينات هن من الغارمات. لابد من الاشارة هنا إلي مساهمات مؤسسة مصر الخير لحل مشكلة بعض هؤلاء الغارمات وان كانت المشكلة متجددة يوميا لابد من حلول جذرية ولنبدأ ببرامج تثقيفية قانونية من خلال وسائل الاعلام المرئية وهي الاقرب للمرأة البسيطة وتوعيتها حتي لا تقع في فخ التوقيع علي أوراق تؤدي بها الي السجن عشرات السنين ليحكم عليها بتهمة الفقر الذي جعلها تلجأ لهذه الطرق لحل مشكلة احتياجها وأطالب البرلمان القادم بوضع سياسات للتخفيف من آثار الفقر علي هؤلاء البسيطات وايجاد صيغة قانونية تحمي هؤلاء الفقيرات من البقاء خلف القضبان بسبب الفقر والجهل وحسن النية. نتمني برامج حقيقية لمساعدة المرأة المعيلة والمرأة الغارمة والفلاحات اللاتي ينزلن إلي القاهرة يوميا من أجل لقمة العيش واعتقد ان هؤلاء السيدات فئات أولي بالرعاية اذا نجحنا في ذلك نكون قد تصدينا لمشاكل فئة عريضة من المجتمع تئن وتشكو وربما لا يشعر بها أحد فهل نبدأ وتمد يد المساعدة لهم وقبل ذلك الشعور بمعاناتهن؟ كلمات لها معني * أسوأ ما في دروس الحياة.. أننا لا نستوعبها غالبا إلا بعد فوات الأوان. * مصير الاجساد هو التراب وتبقي المواقف ولا تبقي الوجوه. * لا تقنع نفسك انه يجب أن نخطئ حتي نتعلم ولكن اقنع نفسك بأنه يجب ان نتعلم حتي لا نخطئ.