ونحن وقد استقبلنا عاماً جديداً نستشعر الأمل والتفاؤل. ولكن مع هذه المشاعر لابد من وقفة مع النفس التي أصابها الخلل وكانت أعمالنا وأفعالنا وسلوكنا خير مثال علي هذا الخلل.. في الأسرة والشارع والمدرسة والمؤسسة.. أين نحن من قول أشرف خلق الله "صلوات الله وسلامه عليه": "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" فالعمل عبادة والتفاني فيه عبادة والكلمة الطيبة صدقة.. لابد أن يمتزج القول مع الفعل لنعبر هذ المرحلة الصعبة من تاريخ هذه الأمة العظيمة بعد أن اندس بيننا دعاة الهدم والتخريب! دعاء من أعماق القلب مع نسمات عام جديد.. اللهم احفظ مصر من الفتن والدسائس.. اللهم أعنا علي الحب والتآخي وإنكار الذات. انه سميع عليم مجيب الدعوات!! *** في ذكري المولد النبوي الشريف نستلهم العظات والعبر والتمسك بقيم الإسلام وسماحته ووسطيته ونتخذ من السيرة العطرة للنبي مُحمد "صلي الله عليه وسلم" الدروس المستفادة في الحب والعطاء والتسامح والاقبال علي العمل بضمير حي متقد والتواد والتراحم وحب الخير لنا ولغيرنا وإتقاء الله حينما كنا.. ذكري المولد تدعونا لمزيد من الرحمة والانطلاق نحو الإصلاح والتغيير والعمل علي غرس قيم الإسلام النبيلة بعيداً عن الحماقة والتزمت والجهل بأهمية الفن ودوره كمصدر للإشعاع والتنوير لجذب غالبية الناس عندما يقدم أعمالاً ترتقي للمستوي المطلوب.. الأمر يحتاج لوقفة لصناع الفن من خلال طرح للأفكار الجديدة والمبتكرة البعيدة عن النمطية والاسفاف وضرورة احتضان الشباب المبدع بالإضافة لعودة الأجهزة الفنية التي تديرها أجهزة الدولة للسيطرة علي صناعة الفن بغرض تحسين وتطوير المنتج الفني ليلامس هموم الناس وأوجاعها وتطلعاتها ودأبها بحثاً عن مستتقبل وغد أكثر أماناً وعطاء والأهم الأبحاث العلمية والتطور التكنولوجي وتأكيد الاهتمام به ومحاولة محاصرة الفنون الهابطة لتعود إلي الوراء! *** أقيم أول احتفال بذكري المولد النبوي الشريف في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وكان ذلك عام 972 هجرية وهو أول من أسس لهذا الاحتفال الذي يبدأ من أول ربيع الأول حتي يوم 12 من الشهر الهجري نفسه لتكون المناسبة أول تغيير حقيقي تشهده الإنسانية بمولد رسول الله. نقطة تحول فارقة في التاريخ الإنساني تحمل مشاعل النور وراية التوحيد والهداية!! *** مداد القلم ينبض بعطر العطاء وسحر الحب ودفء الحياة والعودة للوراء وذكري أيام الطفولة والعودة لأيامها البريئة النقية الطاهرة ورغد الحياة والمزارع والحقول المترامية التي تسكن في أحضانها قريتي ناحية الحسامدة والدواوير والمضايف تظل عالقة ومعانقة للروح ومخزون الذكريات ليظل العقل باحثاً عن إبداع ملهم عظيم قادراً علي رصد تلك الأيام الجميلة ورجالاتها الشوامخ وحنانها الرباني وودها المتصل وكبرياء الرجال.. ولعبت الأيام ودواماتها ومسيرتها والزمن بنا وسرقت أحلامنا وأحلي ما بقي داخل وجداننا وذاكرتنا لنسير مع دواماتها لتأخذنا بعيداً!! من قراءاتي توقفت عند مقولة للزعيم الهندي المهاتما غاندي يقول فيها: كثيرون حول السلطة "قليلون حول الوطن"!!