عدوك هو عدوك.. مهما حاول وضع قناع علي وجهه لإخفاء نواياه الدفينة ليبدو في صورة غير حقيقية.. فهذا القناع يمكن نزعه في الوقت المناسب لتظهر عداوته لك صريحة. وعندئذ يقف في وجه مصالحك. سياسة الولاياتالمتحدة الثابتة منذ إنشاء إسرائيل هي سياسة معادية للعرب. بما قدمته من دعم لهذه الدولة وكأنها إحدي ولاياتها التي تفوق خمسين ولاية.. أمدتها بالسلاح والمال لتكون أقوي من الدول العربية جمعاء. لا فرق في ذلك فيمن يحكم واشنطن بين نظام جمهوري أو نظام ديمقراطي حتي ولو كان الرئيس من الملونين السود. الذين ذاقوا الذل والهوان والعبودية علي يد أسيادهم البيض!! وحتي الآن وفي عصر سقطت فيه التفرقة العنصرية مازال السود في المرتبة الأدني دائماً في أمريكا!! تسمع المسئولين في الولاياتالمتحدةالأمريكية يتحدثون عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وهم يعلمون أن اليهود احتلوا أرضاً ليست من حقهم.. ومع ذلك عندما يحين وقت الجد ومعرفة صدق هذه النيات. تجد "الفيتو" الأمريكي يقف بالمرصاد في مجلس الأمن لكل مشروع يعيد الحق إلي أصحابه الفلسطينيين. لم تأبه أمريكا بالتوجه العام للدول الغربية المتحالفة معها بضرورة الاعتراف بفلسطين من خلال برلماناتها واقامة دولتها علي أرضها المحتلة وتركت كل ذلك لتأخذ ربيبتها إسرائيل في حضنها!! تقدمت الدول العربية من خلال الأردن بمشروع قرار لمجلس الأمن ينهي احتلال تل أبيب للأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967. علي أساس اقامة دولتين جارتين ويحل السلام الذي مضي عليه حتي الآن أكثر من 66 عاما بعد عامين من الآن. وتكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية. وعندما وجدت أمريكا ان هناك تعاطفاً دولياً مع أبناء فلسطين سارعت باستخدام حق "الفيتو" لمنع صدور القرار. استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو رقم "61" في تاريخها ضد إرادة الشعب الفلسطيني من بين 88 فيتو استخدمته منذ نشأة الأممالمتحدة عام ..1945 ولك أن تتصور كيف خصصت واشنطن ثلثي حق الاعتراض لصالح إسرائيل وحدها!! لا شك ان كثيراً من المحللين السياسيين أكدوا أكثر من مرة ان واشنطن هي التي خططت ومولت المنظمات الإرهابية في الوطن العربي لتمزيق هذه الدول وإضعافها لصالح إسرائيل حتي تكون لها السيطرة عليها لصالحها وصالح أمريكا.. ولكن المثل يقول: "إن عجان السم لابد أن يتذوقه"! من هنا نقول إن علي الدول العربية أن تسارع من تلقاء نفسها بحل مشاكلها الداخلية لتقف صفاً واحداً ضد هذا المخطط.. فإذا كانت إسرائيل هي العدو الأصغر فإن أمريكا هي العدو الأكبر. ولتخسأ كل الأقلام التي تنادي بصداقة إسرائيل لمصر والعرب واعتبار حماس هي العدو الرئيسي مهما أجرم زعماؤها وقادتها في حق مصر فسيأتي اليوم الذي يعودون فيه إلي رشدهم.