كعادتها أمي تعجلت في اتهامي حتي تبرر أسباب تمسكها بعودتي إلي زوجي لقد طالعت رسالتها إليك الأربعاء الماضي "همس المحمول" وهالني كم الصفات التي راحت تعددها في زوجي بأنه يتحلي بكل الخصال التي تتمناها أي فتاة في فارس أحلامها.. قالت إنه من عائلة "مرتاحة مادياً" ومشهود لها بالسمعة الطيبة وهذا حقيقي.. نعم أسرة زوجي لم أشعر معها بالغربة فقد احتضنتني منذ لحظة قدومي لبيت العائلة.. أما زوجي فالصفة الوحيدة التي صدقت فيها أمي "إنه لا يدخن".. لكن ادعاءها بأنه كريم الخصال فهو محض إفتراء منها خاصة إنها تعلم بمشاحناته الكثيرة معي والتي يصل فيها الأمر إلي السباب والضرب المبرح ليس داخل بيتنا فحسب إنما في الطريق العام وعلي رءوس الأشهاد.. حتي.. حتي بعد أن صار بيننا طفل لم يتخل عن طباعه الحادة واللاإنسانية"!!!". سيدتي.. لقد زوجتني أمي وأنا في سن العشرين من شاب لم أجد ناحيته أي قبول.. أخبرتها بذلك منذ البداية مثلما أخبرت أبي لكنها هددتني: "أنا يا الجوازة دي"؟!.. تزوجته والألم يعتصر قلبي فلم أشعر بفستان الفرح كأي فتاة في ليلة عرسها.. وعندما علمت أني حامل منه أحسست بالمرارة لأنه سيصير بيننا رباط لا فكاك منه.. وكنت كلما شكوت لها عن أفعاله معي لا أسمع سوي: "استحملي ما كلنا إضربنا!! مشيرة إلي ما عانته مع أبي والذي لا أنكره بل كنت واخوتي شهود عيان عليه.. ولا أدري إذا كنت ستصدقيني أم لا فوالدي بكل قسوته وصلفه مع والدتي أرحم بكثير من حال زوجي معي.. ويكفي أنه حين تقدم لأهلي أخبرهم بأنه حاصل علي مؤهل متوسط "مثلي" واكتشفت بعد ذلك إنه لا يقرأ ولا يكتب وعلي كل الأحوال ليست هذه المشكلة. نعم مازلت أُحَّمِل أمي مسئوليتها عما أنا فيه من عذاب ومرار ولن أتنازل عن قراري بعدم العودة لهذا الرجل وما يشغلني الآن وغداً وبعد الغد هو إبني فقط. وحين أخبرت والدتي بأنني سأخرج للعمل عليه رفضت تماماً قائلة: "ماعندناش بنات تشتغل" متعللة بأننا في بلدة صغيرة وكلام الناس "مابيرحمش" المطلقة!! تتهمني ست الحبايب بأنني لا أفارق "المحمول" وإن أعراض المراهقة المتأخرة بدأت تظهر عليّ وهي لا تدري أنني صرت "حطام إمرأة".. فالأربع سنوات التي عشتها مع "أبو ابني" كأنها مرت عليّ كأنها 400 سنة "!!". إنني لست مراهقة وقد قررت العيش لولدي الصغير وإن لم يتحمله أبواي سأتركه لوالده لأن القرار الثاني الذي تريده أمي بالعودة إلي بيتي يعني شهادة وفاتي ليس معنوياً إنما عملياً فلو أرغمتني أسرتي علي ذلك سيكون أخر عهد لي مع الحياة.. فارحموني لقد وافقتكم في المرة الأولي مرغمة علي الزواج من هذا الرجل.. فاتركوا لي القرار هذه المرة ولن يخيب فيكم رجائي. الابنة الغاضبة الجيزة المحررة: تسعين لأبغض الحلال بعد إستحالة العيش بينك وبين "أبو إبنك" في الوقت الذي ملأت الهواجس قلب وعقل أمك خاصة وأنك تشهدين بلسانك أن عائلته لا غبار عليها "!!".. وتتعجبين من إصرار والدتك علي العودة إلي بيتك وعدم شعورها بأن في ضرب زوجك لك وإهانته مبرراً كافياً لطلب الطلاق منه وأنت طالما رأيت واخوتك كيف كان يضربها أبوك ويبطش ومع ذلك فهي تصبر وتتحمل من أجل الحفاظ علي بيتها وأولادها. إبنتي أنا لست بصدد توجيه اللوم لك أو لأمك.. إنما أعمل علي فض هذا الاشتباك بعيدا عن توزيع الاتهامات. وفي حالتك أري ضرورة الاحتكام لشخص خارج العائلة خاصة أنك لم توضحي موقف أبيك مما يجري ويبدو أن الكلمة لوالدتك.. ابحثا عن شخص تثق الأسرة في رأيه ورجاحة عقله وتحكيمه في هذا الأمر ودون ذلك ستظلين وأمك تدوران في حلقة مفرغة من تبادل الاتهامات لابد من جلسة مصارحة ومكاشفة لوضع النقاط فوق الحروف دون تحميل أمك بأكثر مما تحتمله وهي تري بيت إبنتها ينهار وتعود إليها بطفل!!! ضعي نفسك مكانها يا ابنتي فهي في النهاية لا تنشد سوي سعادتك ولو بطريقتها الخاصة.. و.. واغفري لها وساوسها فما أكثر البيوت التي ينزل بها الخراب هذه الأيام بسبب أجهزة المحمول وأشباهها.. وفي انتظار مكالمة منك تطمئنني علي ما انتهيتما إليه.. مع خالص تمنياتي لك بالسعادة وراحة البال.