أقول لك الحق لست متفائلاً.. أمر في الشوارع فأطالع لافتات علقها أصحابها لتهنئة الاخوة المسلمين بالمولد النبوي الشريف. والاخوة المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد. ولافتات تعلن عن مجموعات تقوية للطالبات والطلاب بالمجان. وأخري تعلن عن لحوم وزيوت وصابون غسيل متوفرة بسعر المصنع أو قطاعي بسعر الجملة.. هكذا لله في الله وكأن الذوق والاتيكيت والتقوي والإيمان هبطت هكذا فجأة علي هؤلاء الاخوة المتبرعين والمهنئين والمقدرين لأحوال البلاد والعباد. الذين يهرشون الفولة يعرفون أن هؤلاء الاخوة مترشحون بإذن الله للبرلمان أو مجلس النواب أو أياً كان اسم حضرته. ويدرك بما لايدع أي مجال للشك أو الشكشكة أنهم من فلول الحزب الوطني أو من الخلايا النائمة للاخوان والاخوات. وأنهم النسبة الغالبة حتي الآن علي الذين ينتوون الترشح. وأنهم يعملون بدأب وكد واجتهاد للسيطرة علي مقاعد البرلمان أو أيا كان اسم حضرته. غابت السياسة عن مصر وغابت الأحزاب. التي لم تحضر أصلا منذ خمسين عاما. وأصبح المواطن نهبا للفلول من كل جنس ونوع. وأصبح البرلمان مرشحا لاستضافة نواب سميحة ومديحة ورافعي الآذان أثناء الجلسات. فخلف كل قيصر ألف قيصر جديد. وهناك أجيال وأجيال تتسلم الراية وتنصب السيرك وتنصب علينا. وليس أمام الشعب المصري سوي أن يصرخ ويقول "غطوني وصوتوا". الانتخابات في مصر لعبة لا يجيدها سوي العتاولة وأصحاب رءوس الأموال الضخمة الذين يسعون لدخول البرلمان أما للوجاهة الاجتماعية وإما لرعاية المصالح وحمايتها. ونادرا ما تجد مرشحاً ينتوي خيرا للبلد أو لديه من الأفكار والمشروعات مايعينه علي القيام بدوره الرقابي والتشريعي.. الانتخابات في مصر لها ناسها وتربيطاتها التي لا تأتي غالبا بأفضل الناس. بل ربما لا تأتي سوي بأتعسهم وأبأسهم.. الانتخابات في المطلق وليس انتخابات البرلمان أو المحليات فقط. ولنا في مجالس إدارات نقابات واتحادات ومؤسسات أسوة زي الزفت. لست متفائلا بالبرلمان القادم خاصة في ظل النظام الانتخابي المقرر وفي ظل تقسيم الدوائر وفي نوبة الصحيان التي انتابت الوجوه الكريهة والكئيبة والفاسدة التي تستعد للترشح أو علي الأقل الوقوف خلف دوبلير لترشيحه.. وأظن أن البرلمان القادم سيكون الأسوأ والأعجب والأغرب في تاريخ مصر.. ومنه لله الفقر والجهل ومنها لله الانتهازية وقلة الضمير.. ومنه لله أحمد موسي الذي تهتك بعض الإعلاميين وضربوا موضوعات تظهره المذيع الأفضل في العام المنقضي وأسألهم بامارة إيه.. ألا تستحون أيها المدلسون والافاقون واللصوص؟