قد يكون من المنطقي ومن المستساغ أن يتقرب الإخوان زُلفي إلي "داعش". يتسلقون علي أكتافه ليعودوا إلي ما كانوا عليه من قبل ويحكمون مصر ثانية.. وقد يكون من المنطقي أيضاً أن ينضم السلفيون إليه. بزعم انه القوة التي يمكنها إسقاط النظام في مصر لإقامة دولة الخلافة!! ولكن ما الذي يدعو شباب أوروبا للتطوع بين صفوفه. وكيف يتحول الإنسان الأوروبي إلي حيوان بشري بعد أيام قليلة من تطوعه وينفذ جرائم قتل جماعي ضد المسلمين هناك؟ .. وكيف تتحول المرأة الأوروبية من كائن رومانسي إلي قاتل إرهابي بحثاً عن الجنس. مع وعدها بالجنة تحت غطاء الدين. وادعاء تطبيق الشريعة. وإذا كان داعش هو التنظيم الأخطر والأشد إرهاباً. فلماذا ينضوي تحت لوائه حوالي 10 آلاف أوروبي من الدول المرفهة كالنرويج والدانمرك وألمانيا وهولندا وسويسرا. وليس دول البلقان فقط. بالإضافة إلي 750 أمريكياً؟! يري البعض ان المقاتلين الأجانب قد جذبوا أنظار العالم إليهم من خلال مشاهد القتل والإعدام التي نفذوها في الآونة الأخيرة باسم التنظيم. ونشروا علي مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لتلك العمليات. مما أغري آلاف الأوروبيين بالانضمام إليه. ويري البعض الآخر ان إعلان الخلافة كان عامل جذب لهم. ومن كان يؤمن بها فسينضم هو الآخر إليه في أقرب وقت ممكن!! لكن هناك من يري ان بعض الأوروبيين يسافر إلي سوريا والعراق للقتال ضد داعش. للدفاع عن بعض الأقليات الدينية والعرقية. وخوفاً من امتداد نفوذ التنظيم إلي بلاده. أما الأوروبيات فلن تكون "عائشة" الهولندية و"سامرا وسابينا" النمساويتان آخر من هاجرن إليه واستغثن بذويهن لانقاذهن من براثن الفخ الذي وقعن فيه. وقد سبقتهن الانجليزية سامنثا لوثويت الإرهابية المعروفة ب "الأرملة البيضاء". التي تشير المعلومات انها أصبحت وزير الدعاية للتنظيم بجانب انها تدرب النساء علي الأعمال القتالية وكيفية تنفيذ الاغتيالات. وفكرة أن تصبح النساء متطرفات وعنيفات هي فكرة متناقضة. إذ كيف يمكن للنساء أن يتحولن إلي مقاتلات في "الدولة الإسلامية" التي تنادي بقمع النساء وتبيعهن وتجلدهن ولا تفرق في قتلها للمدنيين بين الرجال والنساء والأطفال؟! بيد أن هناك اتجاهاً آخر يري ان انضمام الأوروبيات إلي داعش لم يكن إلا لرغبتهن الزواج من رجاله وانجاب أطفال شرعيين والعمل في التمريض وليس للمتعة أو للجهاد. ان أوروبا تدق الآن أجراس الخطر من عودة أولئك المتطوعين مرة أخري وقد تنامت قوتهم القتالية ومن روحهم التي تشبعت بالإرهاب. خوفاً من خطرهم عليها. لذلك فقد لجأت إلي تغليظ العقوبات علي كل من ينضم إليه. كما ان أمريكا تضيق عليهم فرصة السفر إلي هناك.