نقل موقع " دويتش فيله" الالمانى عن خبراء أن الأسباب التي تدفع نساء أوروبيات للانضمام إلى "داعش" هي أسباب سياسية أكثر منها دينية ؛ وان حب المغامرة والتمرد يصطدم بعد ذلك بالزواج من مقاتلين وإنجاب الأطفال فقط. وبحسب الموقع فقد ألقت الشرطة الألمانية بمطار فرانكفورت القبض على ثلاث فتيات كن في طريقهن إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم "الدولة"داعش وأعادتهن إلى الولاياتالمتحدة؛ وأوضحت أن حلم المراهقات التي تراوحت أعمارهن بين ال15 وال17 بالوصول إلى سوريا فشل، لكن فتيات أخريات من أوروبا وأمريكا نجحن في الوصول إلى سوريا والانضمام إلى التنظيم الإرهابي وأن اختفاء طالبة من مدينة كونستانس على الحدود الألمانية السويسرية قبل عدة اشهر أثار دهشة المجتمع الألماني بعدما هربت الفتاة إلى تركيا ومنها إلى سوريا لتنضم إلى معسكر تدريب ل"داعش" ؛ رغم أن عدد النساء الملتحقات بصفوف "داعش" ما زال ضئيلا مقارنة بعدد الرجال، لكنه في ازدياد مستمر. من جهتها قالت الباحثة في شئون الإرهاب بكلية "كينج" في لندن كاثرين براون تقدر أن عدد النساء الأوروبيات ممن انضممن إلى "داعش" قد وصل إلى 200 و أوضحت أن أسباب عديدة تدفع النساء للسف والالتحا ق بداعش منها ان التنظيم يحاول تصوير نفسه ك"يوتوبيا" سياسية وأن قيادات التنظيم يعرضون أسلوب حكمهم بطريقة رومانسية". وأن احد أسباب الالتحاق بداعش هو أن أوضاع المسلمين في أوروبا والجدل المستمرعن الإسلام أدى إلى شعور كثير من منهم بالتهميش وأن كثيرا من النساء والرجال يسافرون أيضا بهدف المغامرة، وهذه حالة مشابهة لوقت الحرب الأهلية في أسبانيا قبل 75 عام يأتى هذا فيما قدر رئيس هيئة حماية الدستور في ولاية شمال الراين "ستفاليا "بوركهارد فراير" أن 25 فتاة سافرن من الولاية، وأن أعمارهن تتراوح ما بين 16 و 20 وأغلبهن من عائلات مهاجرة إلى ألمانيا؛ وأن الفتيات ينقصهن القدرة على إيجاد وجهتهن في الحياة ويفتقدن إلى الاعتراف بهن في المجتمع وهي أسباب مشتركة بين الرجال والنساء الذين يتطرفون فيما بعد، وأنهم يتمنون الابتعاد عن أسرهم والتمرد على أوضاعهم. وتابع قائلا :"توجد بعض الحالات الفردية التى قالت فيها النساء فيها إنهن يتمتعن بحرية أكبر في ممارسة شعائر الدين الإسلامي وارتداء الحجاب في سوريا،" وتلعب الرومانسية دوراً كبيرا إذ يتصورن أنهن سيتزوجن أسوداً وشهداء المستقبل كما أن كثير من الفتيات ممن انضممن إلى "داعش" تم استقطابهن عند طريق الانترنت من خلال الفيديوهات والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي التي تعرض فيها نساء التنظيم نصائح عن الحياة الملتزمة ودعايات لصالح التنظيم. لكن أسلوب الإسلام المتشدد، الذي يثير حماس الفتيات، يترك مساحة ضئيلة للنساء من حيث حرية التصرف، ويبقي لهن مهمتان فقط: الزواج من مقاتل وإنجاب الأطفال مع ذلك توجد بعض النساء قد شاركن في أعمال قتالية حيث كتب احدى "الداعشيات " الماليزيات على حسابها بمواقع التواصل :"لدي سماعتي الطبية وسلاح الكلاشنيكوف لا يحتاج الإنسان لأكثر من هذا" ؛ كما انتشرت صورة لامراة فرنسية مرتدية حزاما ناسفا وتعلن فيها أنها ستقوم بتفجير نفسها. وعن الوظائف التي يتركها الرجال للنساء داخل معسكرات القتال التابعة لتنظيم "داعش" يقول فراير إن النساء لا يشاركن في العمليات المسلحة "بل يوظفن للحراسة ولتقديم الدعم إلى الرجال" ونقلت وسائل الإعلام، قول فتاتين من النمسا انضمتا ل"داعش"، لأصدقائهن بأنهما لا تستطيعان تحمل إراقة الدماء بعد أن مكثن مع التنظيم 6 أشهر وتزوجن من مقاتلين. ويرى كل من براون وفراير أن تطرف النساء يعود لأسباب سياسية وليست دينية وتقول براون "الفيديوهات تعرض الصور المعتادة، الأعلام السوداء والأناشيد وأغلبهن لا يتعمقن في دراسة الدين.