حالة من الاستياء والغضب سيطرت علي أصحاب ورش النجارة وصناعة الأخشاب بمناطق الناصرية ودرب سعادة والبغالة بعد صدور قرار محافظ القاهرة بنقل الورش بعيدا عن المناطق المزدحمة بوسط البلد. أكدوا أن نقلهم إلي أماكن بعيدة يزيد الأزمة التي يعانون منها كالركود وارتفاع أسعار الخامات والنقل لأماكن بعيدة يجعل الزبون يهرب لأنه لن يتحمل تكاليف النقل مما يؤثر علي الأسواق أكثر وأكثر.. تساءلوا: "نعيش منين" بعد أن توقف حالنا منذ الثورة؟ طالبوا بدراسة القرار بصورة متأنية بحيث يتم علاج مشكلة ضيق الشوارع في مناطق وسط القاهرة وفي نفس الوقت لا تصيبنا بالضرر. بحيث يكون اختيار الأماكن البديلة قريبة من المنطقة الحالية بالاضافة إلي اعدادها بحيث تتسع للماكينات وحجم العمالة. يقول الحاج محسن إسماعيل صاحب ورشة خشب إن قرار نقل الورش سلاح ذو حدين فهو يمثل حلا جذريا للحد من الحرائق وكذلك مشكلة ضيق الشوارع التي تؤدي إلي الورش سواء كانت بدرب سعادة أو بالناصرية وهي عبارة عن ممرات صغيرة تسمح بمرور سيارة واحدة فقط ولكن هناك جانبا سلبيا سوف يظهر عند تنفيذ القرار وهو اعتياد الزبائن منذ زمن علي هذا المكان لأنه يقع في منطقة قريبة بين أحياء القاهرة فإذا تم النقل إلي القطاميه سيتحمل الزبائن المشاق مع بعد المسافات وسوف نتكبد نحن خسائر فادحة ونخسر تجارتنا. يؤكد جمال اسماعيل صاحب ورشة انه لا يرفض مبدأ النقل بشرط أن يتم تخصيص مكان مناسب يسع ماكينات التصنيع وعدد العمال حيث انني لدي 6 عمال بالاضافة إلي المساعدين لهم أشار إلي ان السوق يعاني ركوداً تاماً بالاضافة إلي ارتفاع أسعار الخامات من الأخشاب بنسب وصلت إلي 25% عن الأعوام ما قبل الثورة. يقول الحاج حسين عواد صاحب ورشة: تقيم بالمنطقة منذ 60 عاما.. وورثنا المهنة عن أجدادنا واعتقد ان نقلنا من مكاننا سوف يعود علينا بالضرر لأننا سنفقد وجودنا تماما بسبب ابتعادنا عن المنطقة المأهولة بالسكان ومكان تجارتنا مطالبا المسئولين بدراسة القرارات جيداً قبل اصدارها لأن هذه الورش موجودة أسفل أماكن سكننا ولا نستطيع ان ننتقل بعيداً. يقول محمد أمين صاحب ورشة: لا نسبب أي ازعاج للسكان وليس هناك أي أضرار صحية علي حياة المواطنين من مهنة ورش الاخشاب لذلك لا أري أي داع للنقل. ويمكن أن نقوم بتغيير مواعيد عملنا حتي نستطيع العمل في الصباح منذ السابعة وحتي الخامسة مساء. يري أحمد فؤاد صاحب ورشة ان قرار نقل ورش الأخشاب أو الموبيليا غير منطقي لأن الورش لا تسبب أي اضرار علي البيئة ولكن من الأجدي أن يتم نقل الورش التي تؤثر علي صحة المواطنين وتسبب العديد من الأمراض فلابد أن يضع المحافظ في اعتباره أهمية اتخاذ مثل هذه القرارات بعد دراستها جيداً. حسين الناظر رئيس حي الموسكي يؤكد ان منطقة درب سعادة والناصرية والبغالة من المناطق القديمة التي تحتوي علي 2000 ورشة تقريبا وهذه المناطق تمثل حقبة تاريخية هامة بالقاهرة القديمة فهي تعد مناطق أثرية تجارية واساس تجارة صناعة الأخشاب والاثاث في مصر ولكن نظرا لتزايد المباني السكنية فحولها يدرس محافظ القاهرة امكانية نقل ورش الخشب إلي القطامية علي ان تكون مجهزة وتسع كافة الماكينات وحجم العمالة. يشير إلي أن هذا القرار جاء بعد تكرار حوادث الحرائق بمنطقة المناصرة وحولها ورش الاخشاب نظرا لوجودها في قلب الكتلة السكنية ويمكن ان تتسبب في ازهاق حياة المواطنين. يوضح أنه لم تصدر حتي الآن تعليمات لتنفيذ النقل وبمجرد الانتهاء من الدراسات وتجهيز الأماكن بالقطامية سوف يتم النقل فوراً.