وقفت الشابة الجميلة داخل قاعة محكمة الاسرة بالتجمع الخامس وهي مرتبكة تتلفت يميناً ويساراً وكأنها تخشي أن يراها أحد معارفها داخل المحكمة. وبخطوات مترددة تقدمت الشابة إلي غرفة المداولة بالمحكمة طرقت الباب ثم دخلت بهدوء وانتظرت حتي سمح لها القاضي بالجلوس وعندما لاحظ ارتباكها وخوفها ابتسم لها ليطمئنها حتي تحكي له شكواها. بدأت الشابة "صافيناز" تروي قصتها من نهايتها بأنها تريد رفع دعوي خلع ضد زوجها "عاطف" أمام محكمة الاسرة وتطالب فيها بالتفريق بينهما بسبب استحالة العشرة بعد ممارسته الشذوذ مع مديره بالعمل في منزلها.. ثم بدأت في نوبة بكاء هستيرية تركها القاضي تفرغ انفعالاتها بالبكاء. ثم طلب منها ان تهدأ وتحكي له التفاصيل. صمتت "صافيناز" قليلاً وفكرت كيف تبدأ ورأت أن أنسب بداية لمأساتها هو يوم تعارفها بزوجها "عاطف" وكيف أنها لم تكن تعرفه إلا عندما تقدم لخطبتها. ووافقت عليه بعد أن أشاد الجميع بأخلاقه ومكانته الاجتماعية وأخبرتها أمها بأن العريس مناسب من الناحية المادية والتعليمية. استمرت فترة الخطوبة ثمانية أشهر لاحظت فيها الفتاة بعض السلبيات علي خطيبها من أهمها أنه كان بارد المشاعر تجاهها فلم تشعر معه خلال تلك المدة بحرارة المحبين التي تكون في أوجها في فترة الخطوبة. لكنها عندما أخبرت أمها بما يدور في نفسها ردت أمها بإنه خجول ولعله يشعر بالحرج منها ولم يعتد التعامل مع البنات. مما يدل علي استقامته وعفته. صدقت "صافيناز" كلام أمها وحاولت إقناع نفسها به ولكن قلبها لم يهدأ ومرت فترة الخطوبة دون أن يتغير "عاطف" حتي بعد الزواج واستمر "عاطف" علي بردوه معها حتي في العلاقة الزوجية كانت لاتشعر معه بأي عاطفة ودائما كان يحاول التهرب منها وتركها في البيت ويذهب مع أصدقائه ليقضي معظم أوقاته خارج المنزل مما أثار الشكوك في نفسها وتساءلت عن سبب هروب زوجها منها باستمرار رغم انها شابة جميلة ومرغوبة. إلي أن اكتشفت المصيبة الكبري. أكملت المرأة قصتها وقالت إن زوجها كان يعود للمنزل بصحبة أحد أصدقائه ويجلسان سوياً في إحدي غرف الشقة ويغلق الزوج بابها دون أن تدري بما يحدث. وفي يوم لن تنساه طيلة حياتها كانت في السوق وعادت إلي البيت وفتحت الباب ودخلت لتري مالم تكن تتصور حدوثه حتي في أسوأ كوابيسها حيث وجدت زوجها غير المحترم مع مديره في وضع غير أخلاقي داخل المنزل فصدمت وأصابها الانهيار ولم تستطع النطق بكلمة واحدة من هول ما رأت. تركت له المنزل وعادت إلي بيت العائلة وصارحت أهلها بالمصيبة فطلب شقيقها أن تهدأ وطمأنها بأنه سيطلقها. لكن المفاجأة أن "عاطف" رفض طلب شقيقها عندما فاتحه في موضوع الطلاق وعرضت "صافيناز" عليه التنازل عن كل شئ مقابل حريتها فرفض. وقال لها: سأعقابك علي فضح سري أمام أهلي. لم تجد المسكينة أمامها سوي اللجوء للمحكمة ورفع دعوي خلع ضد زوجها وحصلت علي حكم بخلاصها لتبدأ حياتها من جديد بعد هذا الكابوس.