يبدو أن شبح عقارات الإهمال بالمطرية والذي حصد أرواح العديد من الأبرياء وصل بولاق أبوالعلا بين لحظة وأخري ينتظر سكان العدوي بمنطقة الترجمان ببولاق أبوالعلا كارثة بسقوط المنازل التي يقطنون بها فوق رءوسهم بعدما أنفقوا ما يملكون علي تنكيس تلك العقارات في محاولة يائسة منهم لإعادتها للحياة لكن دون فائدة. فالبؤساء أصبحوا بين نارين كلاهما مر أولها سقوط المنازل فوق رءوسهم وهو أمر إن لم يكن اليوم سيكون غداً والأخري هي الهروب من تلك العقارات التي تجاوز عمرها القرن ولكن إلي أين فلا مأوي لهم سواها فلا يملكون ما يدفعونه للسكن في عقارات أخري كتب عليهم النهاية في تلك العقارات مؤمنين بأن العناية الإلهية ستنجيهم بعدما تجاهل مسئولو الحي والمحافظة المعاناة التي يعيشون فيها وهذا ما حدث في أحد العقارات بشارع العدوي بمنطقة الترجمان ببولاق الذي انهار صباح أمس بعدما خرج السكان إلي أعمالهم والأطفال إلي مدارسهم ولم يتبق سوي سيدة وطالبة الأولي مصابة بكدمات والثانية ترقد في المستشفي في حالة خطرة. انتقلت "المساء" إلي مكان الحادث والتقت ببعض الأهالي. اتهم حسين كمال أحمد ساكن بالمنزل المجاور للعقار المنهار المسئولين بالحي عن الكارثة قائلاً: إن المنزل المجاور لمنزلي هو المتسبب في سقوط العقار وكذلك شروخ وتصدع بمنزلي فأبلغت الحي بالمخالفة ولم يتخذوا أي إجراء وعندما قمت بترميم منزلي فوجئت بمهندس الحي فوق رأسي وحرر محضراً لأنني أقوم بالترميم دون تصريح فهل يعقل هذا!! قال جمال عبدالله أحد سكان العقار المنهار: فوجئت في التاسعة صباحاً بصوت أفزعني وكأنه قنبلة انفجرت بالمنزل وعندما خرجت لأستطلع الأمر فوجئت بنصف العقار قد سقط بينما ظل النصف الآخر معلقاً والذي كنت موجوداً به. أضاف كنت متوقعاً ان هذا اليوم سيأتي ويسقط العقار ولكن لم أتوقع أن يأتي بهذه السرعة. طالب المسئولين بالإفاقة من الغيبوبة التي يعيشونها ويراعون الله فينا فلولا رحمة الله لكنت تحت الأنقاض كإسراء التي تقطن بالطابق الثاني مع خالتها والتي كانت متواجدة في الجزء الذي سقط من العقار وتمكنا من إخراجها من تحت الأنقاض قبل وصول الإنقاذ. وتقول نجلاء حسن محمد: أقيم بالطابق الثالث وسوء حظتي أنني كنت في الجانب الذي سقط من العقار وأصبت بكدمات شديدة ولكني أحمد الله أن أبنائي محمد ومني كانا قد ذهبا إلي مدرستهما ولم يكونا موجودين بالمنزل وقت سقوط العقار هما وزوجي الذي ذهب لعمله منذ الصباح. أكدت انها ليس لها مأوي آخر وأسرتها ولا نعلم أين سنذهب.. ولا أين سنبيت الليلة بعد سقوط المنزل فوق رؤس الأهالي ولم نر أياً من المسئولين منذ وقوع الكارثة متسائلة: إلي أين سنذهب؟ أشار محمد سيد أبوالعلا عامل ساكن بعقار مجاور للعقار المنكوب قائلاً إن معظم المباني بالشارع عمرها عشرات السنين وآيلة للسقوط وتقدمنا بالعديد من الطلبات لمسئولي الحي حتي يصدروا قرارات إزالة للعقارات ويعوضونا بشقق أو يشكلوا لجنة لتؤكد سلامة العقار وفي هذه الحالة يقيم علي مسئولية الحكومة. أضاف ان المسئولين يعجزوننا بطلبات حتي لا يصدروا قرارات للعقارات حيث طلبوا كشفاً من العوائد تكلف أربعة آلاف جنيه فمن أين آتي بهذا المبلغ وأنا لي خمسة أبناء وأعمل باليومية فهل انتظر حتي يسقط العقار فوق أسرتي حتي يستريح المسئولون.