لعب الإخوان علي وتر "البراءة" التي حصل عليها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ونجلاه ووزير داخليته وعدد من معاونيه واستثمر أعضاء الجماعة "الإرهابية" الحكم في تأجيج الشارع والجامعات مستقطبين معهم عددا من الحركات والرافضين للأحكام الصادرة أمس الأول. كانت مسيرات محدودة للعشرات من طلاب الجماعة الإرهابية قد انطلقت في عدد من الجامعات إثر دعوات "الإخوان" للتظاهر أمس. وعلي النقيض في عدد من الجامعات سيطر الهدوء علي كليات جامعة السويس حيث لم تشهد أي مظاهرات. فقد شهدت تواجدا مكثفا للطلاب لأداء امتحانات "الميد ترم" ورجال الشرطة المدنية ورجال الشرطة العسكرية خارج أسوار الجامعات تحسبا لحدوث أي مظاهرات أو أعمال إرهابية داخل الجامعة. ومن جانبه أكد الدكتور ماهر مصباح رئيس الجامعة علي تشديد الإجراءات الأمنية من قبل حرس الجامعة والتأكد من هوية الطلاب والزائرين داخل الجامعة. ومن ناحية أخري ألقت قوات جهاز الأمن الوطني بالمحافظة القبض علي أحمد عصام عاشور العضو بجماعة الإخوان وعضو حزب الحرية والعدالة وبالسويس تنفيذا لقرار نيابة أمن الدولة العليا بضبطه وإحضاره لاتهامه بالمشاركة والتحريض علي العنف. وقال مصدر أمني إن المتهم صادر بحقه قرار من نيابة أمن الدولة العليا بضبطه وإحضاره لاشتراكه في عدة عمليات عنف والاعتداء علي قوات الشرطة والجيش والتحريض علي التظاهر وحرق الممتلكات موضحا أن المتهم موظف بشركة السويس للخدمات البترولية وكان في السابق يعمل سكرتيرا للقيادي الإخواني الهارب عباس عبدالعزيز وكيل مجلس الشعب السابق بالمحافظة. وشهد ميدان عبدالمنعم رياض أمس حالة من الهدوء الحذر بعد عمليات من الكر والفر بين قوات الشرطة ليلا وبعض المتظاهرين الرافضين لحكم البراءة علي الرئيس المخلوع حسني مبارك..وقد استمرت هذه المطاردات حتي منتصف الليلة الماضية. حرصت قوات الشرطة علي إخلاء ميدان عبدالمنعم رياض من المتظاهرين ومنع وصولهم إلي داخل ميدان التحرير.. بل طاردتهم أيضا بعد تجمعهم أسفل كوبري 6 أكتوبر وباتجاه كورنيش النيل. واكتفت القوات بمطاردة المتظاهرين فقط دون استخدام مفرط للقوة.. كما تمركزت المدرعات التابعة لوزارة الداخلية علي مداخل ميدان التحرير من جميع الاتجاهات المؤدية إليه.. كماوضعت كمائن متحركة يصحبها عدد كبير من القوات وخاصة عند اسفل كوبري 6 أكتوبر من ناحية شارع رمسيس لتمشيط المنطقة المحيطة بميدان عبدالمنعم رياض.. كما ألقت القبض علي 10 من مثيري الشغب. ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام الحاكم مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" وهتافات أخري مثل "يارب.. يارب" وهتافات معارضة للقضاء المصري وأحكامه. نشرت قوات الشرطة حوالي 4 مدرعات في محيط دار القضاء العالي ونقابة الصحفيين تحسبا لوقوع أي مظاهرات كما تواجدت أعداد كبيرة من أفراد الأمن المركزي من ميدان عبدالمنعم رياض وحتي دار القضاء العالي. وفي الوقت الذي شهد فيه ميدان عبدالمنعم رياض سيولة مرورية اختنقت معظم الشوارع الرئيسية نتيجة للزحام الشديد وتكدس السيارات التي كانت تسير ببطء شديد نتيجة لكثرة الأكمنة المرورية وتواجد رجال الشرطة بكثافة في معظم الشوارع بالإضافة إلي إغلاق محطة مترو جمال عبدالناصر لدواع أمنية وهو ما اضطر أعداد كبيرة من من المواطنين للجوء إلي المواصلات العامة بدلا من المترو.