رغم أن ضربات التحالف الدولي الذي يشارك فيه اكثر من 40 دولة بدأ غاراته الجوية يوم 24 سبتمبر الماضي الا ان هذه الغارات التي بلغ عددها حتي الآن أكثر من 150 غارة جوية اضافة الي القصف والقتال البري لم تحدث فرقا كبيرا سوي قتل حوالي 700 من عناصر تنظيم داعش الارهابي.. وما زال التنظيم قويا ويسيطر علي اقليم الموصل ثاني اكبر مدن العراق سيطرة تامة بل انه اقام ما يشبه الدولة بها واصدر منذ ساعات ثلاثة اصدارات مصورة حول ادارته للموصل.. الوضع غريب في هذه المنطقة فالعراق لديه جيش وطائرات وقوات خاصة اضافة إلي القوات الكردية "البشمركة" والقوات الامريكية فكيف تمر الايام والاسابيع علي هذا التنظيم وهو امن ومستقر ويواصل انتشاره في الاماكن الاخري في العراق وسوريا. وهل قبلت الحكومة العراقية بانفصال الاقليم ام انها تستخدم اسلوب الانتظار علي امل القضاء علي عناصر داعش الارهابية.. الوضع مقلق وغير مريح فاذا كانت الحرب التي بدات منذ شهرين لم تفعل شيئا حتي الان فكم من الوقت سيمر قبل القضاء علي المتطرفين؟ وهل هي مسألة القضاء علي داعش ام انها سبوبة لامريكا وحلفائها.. فالحرب علي داعش تتكلف ملايين الدولارات يوميا ومن المؤكد ان العرب هم من يدفع الفاتورة وفي الوقت نفسه فان الولاياتالمتحدة تقوم بتدريب جنودها وتجربة الطائرات والاسلحة الجديدة مجانا. ولكن كيف يعيش اهل الموصل في ظل هذه الظروف. فرغم ان معظمهم من السنة الا انهم لن يقبلوا ان يعيشوا في دولة ارهابية وينسلخوا عن العراق ارضهم وارض اجدادهم.. ولكن يبدو انهم اضطروا الي مهادنة داعش خاصة وان هذا التنظيم فرض نوعا من الهدوء بعد سيطرته علي المدينة الشهر الماضي وهو ما جعل الاهالي يرحبون به لكن سرعان ما ظهر الوجه الحقيقي لاعضاء التنظيم وبدأوا في القيام بافعال تهدد الحضارة وتاريخ المنطقة والسكان انفسهم.فقد فرض التنظيم قوانينه وبات يعتقل بعض الافراد وينفذ فيهم الاحكام, كما حرم التنظيم علي الشباب ارتداء "التي شيرتات" وأي ملابس تحمل احرفا او شعارات مرفوضة من قبلهم وارغموا النساء علي وضع حجاب علي رؤوسهن وارتداء ملابس اسلامية.. كما حرموا لعب الورق أو الدومينو وحتي الشيشة والتدخين. رغم أن الأمر غير مطبق بحزم حتي الآن وهو ما ادي الي نزوح حوالي 500 شخص اغلبهم من الشيعة.. وقد ازداد الامر سوءا بعد تعيين خليفة للدولة الإسلامية التي تسيطر علي مناطق واسعة في العراق وسوريا. لقد قتل تنظيم داعش مدينة الموصل واصبحت شبه خالية من المواد الغذائية والحياة المدنية.