بدأ الخناق يضيق حول الرئيس اللليبي معمر القذافي في ظل اتفاق المجتمع الدولي علي ضرورة رحيله عن السلطة ومع تقدم الثوار علي الأرض. وفي هذا الشأن. رفضت الولاياتالمتحدة اقتراح سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي اجراء انتخابات في البلاد تحت إشراف دولي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين إن الوقت متأخر بعض الشيء بالنسبة لذلك وكررت وجهة نظر الولاياتالمتحدة بأن الوقت حان لرحيله القذافي. جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المبعوث الروسي إلي ليبيا أن قال المبعوث الروسي الخاص لأفريقيا ميخائيل مارجيلوف ان القذافي لديه وقت لكي يتخذ قرارا بشأن تنحيه محذرا من أنه في الوقت القريب سيصدر بحقه حكم من المحكمة الجنائية الدولية. اعتبر مارجيلوف في تصريحات أدلي بها للصحفيين في العاصمة الليبية طرابلس أن القذافي لا يلائم مستقبل ليبيا, خاصة في ظل انقسام النخبة السياسية في ليبيا وتجزئتها مطالبا بضرورة التفكير في الكيفية التي يمكن من خلالها توحيد هذه النخبة. أضاف المبعوث الروسي إنه فيما يتعلق بالقذافي هناك خيار ممكن أمامه بأن يبقي في ليبيا كفرد عادي مع شعبه وقبيلته لكن مع تخليه عن السلطة وبقاء عائلته بعيدة عن اتخاذ القرارات الاقتصادية , مشيرا إلي أن الدول الشرقية تؤمن بتقليد العفو والمصالحة. وأعرب مارجيلوف عن قناعته بان العمليات الحربية بليبيا قد تنتهي قريبا جدا إذا أعلن القذافي رسميا عن استعداده للتنحي. وفي سياق متصل أقر وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه بأن تنحي القذافي ليس منصوصا عليه في قرارات مجلس الأمن. لكنه أكد أن بلاده وكذلك الأغلبية الواسعة من المجتمع الدولي تطالب بذلك. وقال جوبيه في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي في العاصمة الجزائر إن رحيل القذافي هو موقف مشترك للإتحاد الأوربي ومجموعة الإتصال وكذلك الجامعة العربية. واعتبر جوبيه أن التدخل العسكري في ليبيا ليس هدفا في حد ذاته. داعيا الزعيم الليبي إلي التخلي عن كل سلطة مدنية وعسكرية. قال الوزير الفرنسي إن بلاده تملك علاقات قوية مع المجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين ويتخذ من بنغازي مقرا له. ومن جانبه. أعلن وزير الخارجية الإيطالية فرانكو فرانتيني أن اجتماعا موسعا يضم جميع القبائل و ممثلي المجتمع المدني في ليبيا سيعقد في روما الأسبوع القادم. وقال فرانتيني في مقابلة تلفزيونية مع قناة "راي أونو ان" إن ما بين 200 و 300 شخص سيشاركون في هذا اللقاء و يمثلون كل أطياف المجتمع الليبي. ميدانيا. واصل حلف شمال الأطلسي غاراته علي مناطق مختلفة من ليبيا. في ظل تقارير حول تفوق القوات التابعة للثوار الليبيين علي تلك الموالية للقذافي. وأعلنت رئاسة أركان الجيوش الفرنسية تدمير 60 منشأة من بينها 20 منشأة عسكرية تابعة لقوات القذافي خلال الأسبوع المنصرم في الضربات الجوية التي تشنها طائرات ومروحيات قتالية فرنسية. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية الكولونيل تييري بوركارد إن العمليات استهدفت مباني ومواقع رادار ومراكز بث ومراكز قيادة. إضافة إلي مستودعات ذخائر في مناطق مصراتة وطرابلس والبريقة. يأتي هذا بينما زحفت قوات الثوار في عمق المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية منطلقة من قاعدتها في منطقة الجبل الغربي حيث سيطرت علي قريتين كانت قوات القذافي تستخدمهما لقصف بلدات تسيطر عليها المعارضة. لكن مقاتلي المعارضة ما زالوا بعيدين عن العاصمة طرابلس معقل القذافي بينما نجح رفاقهم في مصراتة وفي شرق ليبيا في صد القوات الحكومية الأفضل تسليحا. وذلك بعد يوم علي تمكن الثوار من التقدم إلي مسافة نحو 150 كيلومترا جنوب غربي طرابلس.