لم تعتمد علي والدها منذ دخولها الوسط الفني. أثبتت نفسها كفنانة متمكنة بأدائها المتميز عبر عشرات الأدوار التي قدمتها. لفتت الأنظار إليها منذ أول عمل قدمته علي شاشة السينما من خلال فيلم "وآه من شربات".. انها الفنانة رانيا فريد شوقي. اكدت رانيا خلال حديثها ل"المساء": إنها لم تطلب من والدها ملك الترسو الفنان الراحل فريد شوقي أن يختار لها عملاً سواء تليفزيونياً أو سينمائياً أو مسرحياً وظلت معتمدة علي نفسها وعلي اختياراتها حيث مرت بمراحل هبوط وصعود عديدة علمتها الكثير واكسبتها الخبرة. تحدثت رانيا مع "المساء" عن عودتها للمسرح مرة اخري بعد غياب سنوات من خلال مسرحية "بابا جاب موز" مع المنتج والسيناريست الكبير أحمد الإبياري. كما تحدثت عن والدها وحش الشاشة وذكرياتها معه وسر غيابها عن الدراما العام الماضي. * سألتها: نريد أن نعرف سر انجذابك لمسرحية "بابا جاب موز"؟. ** شخصيتي في المسرحية مختلفة وغير تقليدية ولم يتعود الجمهور عليها. حيث اجسد شخصية متسلطة ومادية تسيطر علي زوجها من خلال العديد من الأحداث المفاجئة. * ولكنك قدمت شخصية المرأة القوية في مسلسل "خاتم سليمان"؟ ** نعم قدمتها ولكن هنا تفاصيل الدور والشخصية مختلفة تماماً لأنها تدور في إطار كوميدي لا يحتوي علي عصبية زائدة كما كانت في أحداث المسلسل. * أيام ويبدأ العرض المسرحي.. صفي لنا شعورك بالعودة مرة أخري علي المسرح بعد طول غياب؟ ** بالتأكيد "مرعوبة" ومتخوفة جداً من رد فعل الجمهور في الأيام الأولي للعرض. لأنني ابتعدت عن المسرح ما يقرب من تسع سنوات كاملة وأشعر أن "ركبي بتخبط في بعض" عند لقاء الجمهور. * عودتك هذه من خلال المسرح الخاص.. كيف تشاهدين التجربة؟ ** العمل في القطاع الخاص هذه الفترة يعتبر جرأة كبيرة لأن المسرح سواء خاصاً أو عاماً متوقف منذ أربع أو خمس سنوات وبالتالي عند العودة بمسرح خاص تعتبر مجازفة وخطورة قام بها المنتج أحمد الإبياري. * برأيك ما الفرق بين المسرح العام والمسرح الخاص؟ ** لكل منهما نوعيته وأسلوبه في الإدارة فالقطاع الخاص ينظر ل"الشباك" والإيرادات أمام مسرح الدولة فينظر للجودة الفنية ولكنه يضم بعض اللوائح والقوانين والروتين الذي يعوق بعض الأعمال فيه. وهذا لا يمنع من انني قدمت أكثر من عمل رائع جداً علي مسرح الدولة. والمقصود أنه لا يمكن المقارنة بينهما. * ما سر غيابك عن الدراما العام الماضي؟ ** عرض علي أكثر من عمل خلال المسوم الماضي ولكني لم أجد ما يقنعني شخصياً حتي أقدمه لذلك أردت الحصول علي أجازة حتي يشتاق لي الجمهور لإنني كنت اشارك في كل موسم. وحالياً اقرأ اكثر من سيناريو حتي استقر علي عملي القادم. * ما الذي لفت نظرك خلال مشاهدتك للأعمال الرمضانية في العام الماضي؟ ** ثلاثة أعمال اعتبرهما من أروع ما تم تقديمه في الدراما وهي مسلسل "دهشة" للكبير يحيي الفخراني و"السبع وصايا" للمؤلف الشاب محمد أمين راضي و"سجن النسا" للفنانة نيللي كريم. * ألم يصبك الندم عند رفضك أي دور؟ ** إطلاقاً.. عمري ما ندمت علي عمل. لأنني دائما أكون علي الصواب وهذا لا يعيب الأعمال التي أرفضها ولكني لم أجد نفسي في أي دور أو شخصية رفضت تقديمها. * وبالنسبة للسينما.. نلاحظ غيابك عنها لفترات طويلة؟ ** لا توجد سينما من الأساس خلال الفترة الحالية كما أن لها ناسها وأبطالها وأنا لم أشعر انها بعيدة عني لان عمرها ما كانت قريبة مني إطلاقاً. وبالتأكيد كل فنان يطمح أن يقدم عملاً سينمائياً لأن السينما هي التاريخ ولكن الآن السينما ليس لها وجود ولن اقدم عملاً "تحصيل حاصل". * هل قلة الانتاج سبب في عدم قربك من السينما؟ ** هذه هي الأزمة لأن الأفلام الكبيرة تحتاج ميزانية عالية جداً. وبالتالي أغلب المنتجين لا يريدون "المجازفة" لذلك سنجد تكتلات ومجموعات تقدم أعمالاً محترمة وهادفة كفيلم "الفيل الأزرق" وفيلم "الحرب العالمية الثالثة" والأهم من اشتراكي في السينما هو اننا نجد أشخاصاً يحيون السينما للسينما. * برايك ما الذي يحتاجه الجمهور والمتلقي في الفترة الحالية؟ ** "الكوميديا" فالجمهور اصبح يمل من السياسة ومن الأحداث وأنا شخصياً لا أطيق ولا اتحمل النكد والبكاء يكفينا ما شاهدناه طوال الفترة الماضية من حزن وقتل وخراب لذلك انا استعجب من العام الرمضاني الماضي حيث لم نجد إلا عملين كوميديين وهما "فيفا أطاطا" للفنان محمد سعد و"صاحب السعادة" للزعيم عادل إمام. * صفي كيف كان يتعامل "وحش الشاشة" الكبير فريد شوقي مع زملائه؟ ** هو انسان معطاء ومتواضع ويحب زملاءه حيث كان لا يبخل في إظهار عدد من الوجوه الشابة سواء مخرجين أو ممثلين أو كتاب فهو بالفعل "فريد من نوعه" وعندما أجد هذا العدد الكبير من الجمهور المحبين له الذين يترحمون عليه إلي الآن أشعر بالفخر انني ابنته وانني قضيت معه أحلي أيام حياتي. * ماذا كان رد فعله عندما دخلت مجال الفن؟ ** ..كأي أب كان يشفق علي من تعب وإرهاق المهنة. كما انه كان يخشي أن يفوت الوقت ولا أتزوج أو لا أعيش حياتي كأي فترة مصرية. * هل هناك موقف معين تتذكرينه بينكما؟ ** اتذكر أول عمل سينمائي لي بفيلم "آه وآه من شربات" عندما سألته علي مشهد صعب اثناء الأحداث رفض أن يجاوبني وقال لي اذهبي للمخرج محمد عبدالعزيز "المركب صاحب ريسين بتغرق" وبالفعل قمت بذلك واستفدت من هذا الموقف إنه مهما كبرت قامة الفنان لابد أن يخضع لتوجيهات المخرج. * وبالنسبة لبناتك.. هل أخذت احداهن موهبة الفن؟ ** إطلاقاً بناتي ليس لديهن أي علاقة بالفن فهن أخذن مني الطيبة والبساطة في الحياة. * هل هناك دور معين تتمنين تقديمه؟ ** ليس لدي شخصية بعينها. ولكني اتمني أي دور يخرج طاقاتي كممثلة مثلما فاجأت الجمهور بدوري في فيلم "خاتم سليمان" أريد أن اخرج طاقات اخري لم انتبه لها لإنني أشعر أن بداخلي براكين تمثيلية ومشاعر عديدة. * وبالنسبة لمسلسلات السير الذاتية.. هل هناك مسلسل يتناول قصة حياة والدك الفنان الكبير فريد شوقي؟ ** بالتأكيد نفكر أنا وأختي المنتجة ناهد وهي التي تدبر وتتولي بالفعل تجهيز العمل وتعرف كل تفاصيله حتي يليق بملك الترسو. * هل ترين أن الثورة أثرت علي الفن؟ ** الثورة أثرت علي البلد بأكملها وليس الفن فقط. وهذا أمر طبيعي جداً لانها اسمها "ثورة" أي إننا نثور علي كل شيء موجود ولنكون صادقين مع أنفسنا يجب أن نعترف أن الفن "مغيب" من قبل الثورة وغير موجود بالشكل الكافي. حيث كان الانتاج السينمائي قليلاً والآن يكاد يكون منعدماً كما أن فرق القطاع الخاص اصبحت قليلة جداً ولكن الثورة عندما حدثت اربكت الأمور بشكل اكثر وخاصة من الجهة الأمنية فأصبح الانفلات في كل شيء.