اختلفت الآراء حول قضية قيام عدد من تلاميذ مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين بهتك عرض زميل لهم. الاختلاف لم يكن حول هتك العرض نفسه فالكل متفق علي إدانته وتجريمه وتحريمه.. ولكن حول قيام والد التلميذ الضحية بالإبلاغ عن الواقعة. *** البعض أيد الأب.. ومبرراته أنه لايمكن بأي حال ان نواجه الفساد بسلبية.. بل لابد أن يكون الجميع فاعلاً يفضح أي فساد ولو "انكوي" برذاذه. البعض الآخر وجه عتاباً للأب.. واستند في ذلك إلي ان هذا الأب لم يفضح الفساد فحسب بل فضح ابنه بنفسه رغم ان الله ستره.. وان هذه الفضيحة ستلاحق الابن طوال حياته خاصة بعد نشرها في الصحف التي تعتبر وثائق.. وان الأب كان عليه ان يتصرف بحكمة وهدوء أكثر وان يراعي مشاعر الولد بين أفراد أسرته وأقاربه وجيرانه وزملائه ووضعه في المجتمع عندما يكبر. *** ربما يكون الرأيان علي صواب. نعم .. لابد أن نواجه الفساد ونفضحه ولانخشي في الله لومة لائم.. والكل يعلم جيداً ان هذه المدرسة موبوءة وسيئة السمعة منذ فترة طويلة وتتميز بالتسيب والفوضي.. ولا أدري لماذا سكت من يعلمون هذه الحقائق عنها؟.. هل كانوا ينتظرون حادثاً كهذا أو جريمة قتل لكي يتحركوا؟ لكن في نفس الوقت.. وانطلاقاً من قاعدة "المؤمن كيّس فطن".. فقد كان أحري بالأب أن يتأكد أولاً من ان الاعتداء حدث فعلاً.. بأن يصطحب ابنه إلي طبيب متخصص ويكشف عليه دون ان يُعلم أحداً.. وإذا تأكد من وقوع الاعتداء فله ان يتصرف كيفما شاء. وفي كل الأحوال.. من واجبه ان يفضح الفساد بأنواعه في المدرسة ويبلغ المسئولين عن نواحي التسيب والفوضي بها. للأسف .. فان الأب فضح ابنه بقسوة من حيث لايدري حينما اتهم زملاءه باغتصابه.. والاغتصاب له معني محدد لايخرج عنه.. إلا أن الطبيب الشرعي أثبت عدم وجود اغتصاب كامل. كان من الممكن ان يمر الموضوع بدون فضيحة شخصية.. لأن كشف الفساد ومحاربته إذا كان واجباً.. فإن عدم فضح من ستره الله هو فرض عين وله الأولوية. مع ذلك .. كان الله في عون هذا الأب.. فلا أحد كان سيشعر بما شعر به من إهانة.. لذا تصرف وهو يغلي ودون ان يحسبها كما نحسبها الآن ونحن نجلس علي المكاتب.. فمن يده في الماء ليس كمن يده في النار. *** عموماً .. أشكر د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم علي قراراته تجاه هذه المدرسة ومدرسيها الذين نقلوا إلي مدارس أخري. وأرجو منه أن يتابع هؤلاء المدرسين الذين يعتبرون نقلهم مكافأة لهم وليس عقاباً. وأن يتابع أيضاً تلاميذ المدرسة خاصة بعد ان أعلن أولياء أمورهم رغبتهم في نقل أولادهم من تلك المدرسة سيئة السمعة. باختصار شديد.. نريد انضباطا وحسماً وحزماً في كل مدارسنا وليس في هذه المدرسة فقط. المدارس أحد المصانع المهمة لرجال المستقبل.. ومن غير اللائق ان يحدث ماحدث داخل أهم مصنع. ولله الأمر من قبل ومن بعد.