يحاول الجميع بجهود مضنية محاربة الفساد. وينتقد الجميع الوساطة التي تقضي علي آمال الغلابة من الشباب وطموحات العاملين لأنها من أول دروب الفساد. يفعل أصحابها ما يشاءون ويفترون كما يشاءون والشكاوي ضدهم بالمئات والوساطة آفة المجتمع لأن هذا يدل علي أن موازين العدل اختلت في الأرض بين الناس. هذه هي الوساطة كفاءات ضعيفة بلا خبرة ويعلون لمنصب ما يحرم منه من هم أكثر خبرة وعلماً أو الحصول علي وظيفة لا يستحقونها. الوساطة تدمر حقوق الناس وهي عرض وليست مرضاً "بلغة الطب" فهي عرض لمرض اسمه الفساد. فلو احترم كل إنسان حق غيره ما ظهر عرض الوساطة. لكن لو طلب منك الباشا فلان طلباً ضد مصالح البعض والتوصية علي واحد أيا كان تقوم الدنيا ولا تقعد إلا عند تأدية المهمة ويمتد فيها كل البطانة وحملة الدفوف وكدابين الزفة لقضاء المهمة حتي لو كانت ضد المبادئ والحق والعدل.. إلخ من كلمات أعتقد أنها خرجت خارج القاموس الجديد للمصطلحات قاموس هذا الزمن الذي أتمني ألا أطول فيه. الإنسان العادي لا يمكن له أن يصل إلا بالوساطة أو علي الأقل يوضع في أول الطريق للانطلاق لكن عمله وجهده وأداءه ليس مقياساً أبداً للوصول أو الحصول علي حقوقه. هذا في رأيي قمة الفساد كما سبق أن قلت للفساد وجوه عديدة وهذا أهمها ونتساءل: ماذا لو طلب الباشا فلان خدمة بالحق ومساعدة في حدود العدل ولم يزعل إذا لم ينفذ طلبه نحن نجد الرضا يعم علي وجوه كل المواطنين. ولو فعل ذلك كل إنسان لعم الحق والعدل جنبات هذا العالم وهذا البلد ولو اجتهد وأعطي كل إنسان لأنه يحاول بمنافسة شريفة أن يرتفع في منصبه وعمله. لوجدنا إصلاحاً حقيقياً في كل الهيئات والمصالح. في الواقع إن أكثر أبناء الذوات الذين يحصلون علي وظائف بالوساطة تجدهم فاشلين في أدائهم ورغم ذلك يحصلون علي حقوق أكثر من أبناء الغلابة الذين يعملون ويجتهدون في المصلحة التي ينتمون إليها ولو كان هناك عدالة حقيقية لانقشع الفساد جزئياً بدون لجان منع فساد أو قانون منع الفساد أو جمعيات لحرب الفساد. أيها السادة هذه الحرب تبدأ وتنتهي في ضمير كل واحد ونفسه وبس. هل سنري هذا اليوم؟. يوم يختفي الفساد والوساطة وهما وجهان لعملة واحدة وإن وجدت واحدة تجد الأخري وعلي الله قصد السبيل.