لقاء القمة الذي يعقد بالقاهرة اليوم ويجمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني أنطونسسامراس والرئيس القبرصي نيكوساناستادياديس تمثل ضربة قوية جاءت في الوقت المناسب. فالبلدان - اليونان وقبرص - بينهما وبين تركيا ما طرق الحداد.. اليونان تختلف مع تركيا حول فرض السيطرة علي بحر إيجة الواقع بين البلدين في البحر المتوسط ويضم المئات من الجزر. كما ترغب اليونان في مد حدودها البحرية إلي 12 ميلا بحريا وهو ما ترفضه تركيا. وبين الحين والآخر تخترق الطائرات التركية المجال الجوي فوق هذه الجزر. كما تبادر كل دولة بعمل مناورات بحرية وجوية بهذه المنطقة لفرض السيطرة عليها. اليونان أيضًا تدعم بقوة دولة قبرص وساعدتها في الحصول علي عضوية الاتحاد الأوروبي في أكتوبر 2005 وهي العضوية التي تحاول تركيا الحصول عليها بأي طريقة وفشلت حتي الآن. يأتي ذلك في ظل المحاولات الدولية لتوحيد قبرص الشمالية التي تضم القبارصة الأتراك وقبرص الجنوبية التي تضم القبارصة اليونانيين.. ففي الوقت الذي تطالب فيه تركيا بنظام الكونفيدرالية في قبرص. تصر اليونان وقبرص الجنوبية علي أن تظل قبرص دولة واحدة تضم أغلبية يونانية وأقلية تركية في الشمال. كما تعارض اليونان ضم تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي. وتعمل علي إفشال جهودها في هذا المجال. الذي يهمنا هو دعم العلاقات مع هاتين الدولتين المهمتين حيث تتشابه الدولتان معنا في الموقف من تركيا التي تناصب مصر العداء سرًا وعلانية. وكذلك الموقف من إسرائيل حيث قامت قبرص منذ سنوات بالقبض علي جاسوسين إسرائيليين يتجسسان لصالح تركيا وإسرائيل ونقلا أنباء وصول دعم عسكري يوناني للقوات اليونانية الموجودة في الجزء الجنوبي من قبرص. وعندما حصلت اليونان علي منظومة الصواريخ الروسية "إس 300" نشرتها في إحدي جزر بحر إيجة وهو ما اثار حفيظة تركياوالولاياتالمتحدة التي كانت قد أمدت اليونان لتوها بمنظومة صواريخ باتريوت. زاد من الأزمة بين اليونان وتركيا لجوء أنقرة لزيادة التعاون العسكري والاستراتيجي مع إسرائيل وهو ما دفع اليونان لزيادة تعاونها مع روسيا مما اثار قلق الولاياتالمتحدة التي تخشي من زيادة النفوذ الروسي في هذه المنطقة الحيوية من العالم والتي اعتبرتها أمريكا لزمن طويل تحت السيطرة الأمريكية في ظل وجود أكبر قاعدة بريطانية للإنذار والتنصت بالشرق الأوسط في الجزء الشمالي من قبرص. بخلاف قاعدتين عسكريتين بريطانيتين وقطع عسكرية أمريكية علي سواحل قبرص الشمالية. ان دخول مصر علي الخط في هذه المنطقة من العالم في هذا التوقيت وفي ظل محاربة مصر للإرهاب الداخلي والخارجي سيعني الكثير لدول العالم وخاصة الولاياتالمتحدةوتركيا وإسرائيل.