بعد أسبوع فقط من زواجها اكتشفت "نُهَي" أنها تعرضت لخدعة كبيرة.. فزوجها الذي كان في غاية الرومانسية واللطف طوال فترة الخطوبة. أصبح فجأة إنساناً آخر يثور لأتفه الأسباب. ويعاتبها بكلمات جارحة في كثير من الأحيان. كما ظهر لها أن الإنسان الكريم الذي عرفته قبل الزواج. تحول إلي آخر بخيل. يُضيق عليها في كل شيء. ولولا حرصها علي صورتها أمام أهالي منطقتها. كانت ستطلب الطلاق وتترك منزل الزوجية وتعود إلي والديها. شيئاً فشيئاً. زادت المشاكل. وأصبح زوجها يغيب عن المنزل لأوقات طويلة.. في الصباح يخرج لعمله. ويعود آخر الليل. ليأكل وينام. ثم حدث تطور جديد. ففي أحد الأيام قررت "نُهَي" مراقبة زوجها لمعرفة الأماكن التي يتردد عليها بعد خروجه من عمله بوزارة السياحة. وكانت الصدمة كبيرة وقاسية علي نفسها.. فالزوج المحترم. كان يقضي أوقاته مع الساقطات في أحد الملاهي الليلية سيئة السمعة. بشارع الهرم. ويمضي وقته في الرقص واللهو معهن ويبعثر أمواله عليهن. واجهت "نُهَي" زوجها بما علمته. فلم يهتم بها. بل علي العكس. زاد ابتعاده عن البيت. ومنع عن زوجته ما كان يقدمه لها من أموال.. لم تحتمل الزوجة هذا الوضع طويلاً. وتركت المنزل وعادت إلي والدتها تشكو إليها قلة حظها مع هذا الزوج. بعد أسابيع طلب زوجها منها أن تعود للبيت مرة أخري. وأقسم لها أنه تاب عن كل ما كان يفعله. وتعهد أمام والدتها أن يعاشرها بالمعروف. وأن يوسع عليها في النفقة. وبعد إلحاح منه وافقت "نُهَي" علي العودة لعش الزوجية. وكلها أمل في تبدل طباع زوجها. ولكنها فوجئت بأمر زلزل كيانها. وكاد يقضي عليها. كانت المفاجأة التي علمت المسكينة بتفاصيلها فيما بعد. أن زوجها كان يكذب عليها عندما أقسم لها أنه تاب عن كل ما كان يفعله. وأنه أعادها للمنزل من أجل خطة دنيئة دبرها مع إحدي الساقطات التي قرر أن يتزوجها. وكان تنفيذ الخطة بعد عودتها بثلاثة أيام.. حيث فوجئت قبل عودة زوجها من عمله بساعة بجرس الباب يدق. وعندما فتحت الباب فوجئت بشخص لا تعرفه يقتحم الشقة ويكتم أنفاسها. ثم دخل زوجها ومعه امرأة لا تعرفها. وأغلقا باب الشقة. ولما حاولت "نُهَي" معرفة ما يحدث أخبرها زوجها ببرود أن عليها أن تختار ما بين الطلاق والتنازل عن كل حقوقها الشرعية. أو الفضيحة أمام الجيران بأنها تخونه مع هذا الشخص الموجود معهم في الشقة. استسلمت الزوجة ووافقت علي الطلاق. فطلب منها زوجها التوقيع علي ورقة تتنازل فيها عن قائمة المنقولات والنفقة وكل حقوقها المالية. ففعلت.. ثم أخذت ملابسها وانصرفت إلي بيت أبيها. ولكنها قررت أن تأخذ حقها بالقانون. فقامت بالإبلاغ عن زوجها بأنه أجبرها علي التوقيع علي التنازل بالإكراه. ثم رفعت دعوي نفقة أمام محكمة الأسرة. وبعد جلسات كثيرة تبين صدق "نُهَي" في دعواها. أكدت تحريات الشرطة تفاصيل مؤامرة الزوج. وفقضت المحكمة بتمكينها من منقولات الشقة. وكافة حقوقها المالية الأخري. ورغم عودة حقوق "نُهَي" المادية وانتصارها علي زوجها المخادع. إلا أنها تشعر بأوجاع نفسية شديدة.. الزمن وحده قد يكون سبيلها لنسيانها.