أسبوع حتي الآن قضيته بين الضواحي البرتغالية وبالتحديد في مدينة البيوفييرا المطلة علي شاطئ المحيط الأطلنطي لتغطية بطولة العالم للكيك بوكسينج المقامة في هذه المدينة الساحلية السياحية في المقام الأول والتي تذكرني بمدننا الساحلية الرائعة أيضا.. ولكن.. هنا النظافة والنظام والرقي في التعامل والهدوء عنوان أساسي.. فلقد كان لدي موعد مع أحد الأصدقاء وطلبت من موظفة الاستقبال أن تطلب لي "تاكسي".. فكانت الإجابة بأنه وقت العشاء.. ففي وقت الغداء أو العشاء لا يوجد "تاكسي" لمدة 30 دقيقة بالكامل.. وقمت علي الفور بالجري لمسافة 3 كيلو لكي ألحق بموعدي. وفي وقت آخر نزلت إلي شاطئ الأطلنطي فوجدت الجميع يستمتع في صمت.. فمن يمارس رياضة الجري بمفرده علي الشاطئ.. سيدات كبار في السن ورجال أيضا يتجاوزون الستين والسبعين.. ويمكنك الجلوس تحت أي مظلة دون أي مضايقة أو طلبات مادية.. والكل يأتي بمتعلقاته الشخصية ولا ينسي أن يكون معه "كتاب" نعم ليقرأ وهو علي الشاطئ.. شعب متحضر أوروبي نعم.. وبالرغم من مستواه الاقتصادي القريب جداً منا.. ولكن لا تجد البائع المتطفل أو سائق التاكسي غير المهذب.. فجميع التاكسيات من ماركة المرسيدس الحديث وب"العداد".. فلا مغالاة ولا فهلوة.. فالرياضة جزء لا يتجزأ من حياتهم.. ففي كل فندق تجد ترابيزة بلياردو وتنس طاولة وحمام سباحة مهما كان مستوي الفندق نجمة أو حتي نزل للشباب.. هذا فضلاً عن رغبة الجميع في النجاح والوقوف بجوار الشخص الناجح مهما كانت جنسيته. * سعدت كثيراً بالعديد من الشخصيات التي عرفتها هنا مثل البروفيسور الألماني بيتر سباليك أحد كبار معلمي الكيك بوكسينج في العالم.. وأيضا البطل العالمي السوري الأصل وألماني الجنسية حسان محاميد تلميذ سباليك الوفي والبطل العالمي 16 مرة ومازال قادراً علي العطاء.. سيد حيدر الباكستاني الانجليزي.. والأيرلندي الزميل الصحفي والبطل العالمي داميان مسنجان.. والسويدي بطل العالم ماجينوس راب.. وبطل العالم في الكاراتيه البرتغالي الدارس للعربية أنزو ميشيل.. فلقد سعدت كثيراً بالتعامل معهم ومع الدكتور بيتر لويس رئيس المجلس العالمي للكيك بوكسينج وللكاراتيه الذي يعتبر الراعي الرسمي للعبة في أوروبا.. فهؤلاء جميعاً كانوا سفراء لبلادهم ولم تنس مدينة البيوفييرا وسكانها أن يتركوا انطباعاً جيداً لدي سفراء الرياضة والرياضيين.