لم يكن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأول في ختام المناورة الاستراتيجية "بدر 2014" مثل أي حديث سبقه.. كان الرئيس في قمة التألق والصراحة والوضوح.. كان كجراح ماهر يعرف جيداً كيف يتعامل بالمشرط ومتي وأين يضعه بالضبط. رسائل لا حصر لها في غاية الأهمية وجهها الرئيس السيسي إلي الجميع.. الجيش والشعب والعالم بمحيطيه الاقليمي والدولي مثل الموقف الوطني لأهلنا بسيناء من قرار الإخلاء والتعويضات والبرامج المتكاملة لرعاية أسر الشهداء والمصابين. وتأكيده علي أن الإخوان خططوا لتحويل أرض الفيروز إلي شوكة في ظهر الوطن وانهم اختاروا المواجهة بعد 30 يونيه واننا لم نبدأ باطلاق النار. واعلانه ان الدعم الخارجي لمذبحة كرم القواديس كان بأكثر من المال. وتشديده وقناعته بأن ارادتنا لن تنكسر وان احداً لن يستطيع حرق قلب مصر في وجود الجيش وغيرها من الرسائل التي من المؤكد لطمت قوي الظلام وأثلجت صدورنا جميعاً. لكني أتوقف أمام رسالة أراها انها "أم الرسائل" وهي قوله لكل مسئول: إما أن تكون كفؤاً وعلي قدر المسئولية أو انسحب.. فهذا وقت العمل والاخلاص بمنتهي القوة. نعم.. أجدر بالمسئول أي مسئول ان يعتذر عن عدم الاستمرار في منصبه إذا لم يكن قادراً علي العمل بكفاءة ومسئولية.. فهذا أشرف له من أن يظل قابضاً علي الكرسي ليغرف مالاً حراماً دون أن يقدم أي شئ للبلد بل يعوق ويضلل ويشغل رؤساءه. أجدر بالمسئول أي مسئول ان يستقيل بمحض ارادته مادام غير قادر علي العطاء كما يجب قبل أن تُفرض عليه الاستقالة أو يخرب المكان المسئول عنه بسبب ضعفه وقلة حيلته. أجدر بالمسئول أي مسئول أن يواجه نفسه بما فشل فيه وبما هو فوق طاقته وكفاءته ويبتعد بقرار منه قبل ان يواجهه ويعريه أحد. أجدر بالمسئول أي مسئول أن يكون مقتنعاً بأن منصبه هذا انما يخدم من خلاله الوطن والمواطن لا ان يتربح منه وإذا لم يستطع تحقيق المستهدف فعليه أن يترك الكرسي لمن هو أقدر وأجدر وأكفأ. إذا توصل كل مسئول إلي حقيقة قدراته ومدي كفاءة ادائه وهل نجح أم أخفق فعلاً واتخذ القرار الصعب في شجاعة بالابتعاد في حالة الاخفاق أغلقنا أبواباً كثيرة للشر والخسارة وأرحنا الناس من معاناة تستهلك فكر وجهد ووقت القيادة السياسية والحكومة يمكن استثمارها في مواجهة تحديات خطيرة تستهدف الوطن وتحاول تقويض دعائمه ومحو تاريخه. يا كل مسئول .. الرئيس يضعك علي طريق الاختيار .. إذا كنت كفاءة ومعطاء فاستمر وعملك يشهد عليك وإذا لم تكن كذلك فاعتذر وانسحب ولك أجر المحاولة. كن عوناً له لا عوناً عليه.