يعاني سكان 46 قرية بمركز أبوتشت التابع لمحافظة قنا من أزمة حقيقية في مياه الشرب النظيفة ويضطر سكان تلك القري لشراء جراكن المياه من مرشحات تبعد عن قراهم عشرات الكيلو مترات ومن يقبل منهم بشرب المياه الواصلة من محطات القري يكون مصيره الإصابة بالتسمم. أو بالأمراض الفتاكة بسبب التلوث. لا تتوقف معاناة نحو 230 ألف مواطن بمركز أبوتشت عند المياه ويعاني السكان أيضاً من الخدمات التعليمية والطبية فالمدارس متهالكة تحتاج للترميم قبل أن تنهدم فوق رؤوس التلاميذ والمستشفي الوحيد متهالك وكوادره الطبية والتمريضية والأدوية ليست بالصورة التي يحتاجها الأهالي أما المركز الصحي فلم يكتمل إنشاؤه منذ 10 سنوات. يقول أحمد رفعت أحمد محاسب إن مشكلات المواطنين في مركز أبوتشت معلومة وواضحة المعالم ولكنها تعاني من التجاهل والتناسي والإهمال. وهي تراكمات حكومات متعاقبة منذ عقود طويلة تاجر بها البعض من أجل مكاسب ومغانم سياسية. وعاني منها الفقراء والبسطاء من أبناء المركز وفي واقعها مشكلات خدمية تتعلق بقطاعات التعليم والصحة والمياه والطرق إلي جانب المشكلات الأمنية. فهناك مثلاً مستشفي أبوتشت ذو البنية المتهالكة والكوادر الطبية والتمريضية الضعيفة وأدوية ومعدات طبية ناقصة لذلك يتجه المواطنون إلي مستشفيات سوهاج وأسيوط لتلقي العلاج ويتحملون مزيداً من النفقات والأعباء. أضاف عبدالرافع طحاوي من قرية الحسينات أن الحال في الوحدات الصحية لا يختلف كثيراً عن مستشفي أبوتشت المركزي. فمثلاً المركز الصحي في قرية "القلعية" حتي الآن لم يكتمل إنشاؤه ولم يزود بالمعدات الطبية ولا الكوادر البشرية للتشغيل رغم مرور 10 سنوات علي بداية إنشاؤه فمازالت اللمسات النهائية لإنشاء السور المحيط بالمبني لم تكتمل. مطالباً بسرعة الانتهاء من تجهيز المركز لخدمة أهالي قرية القلعية والقري المجاورة. قال أبوالمعارف سيد من قرية الأوسط سمهود: إن الحصول علي مياه الشرب النظيفة حلم طال انتظاره. فمنذ 15 عاماً ونحن نعاني تلوث المياه وزيادة نسبة الحديد في مياه الشرب. ولذلك نضطر إلي شراء جراكن المياه من مرشحات تبعد عنا عشرات الكيلو مترات بعد أن أصيب المئات من المواطنين بالفشل الكلوي والكبد الوبائي والأمراض الناتجة عن التلوث. فمنذ ثلاثين عاماً أو يزيد لم يتم تغيير مواسير مياه الشرب المدفونة في الأرض والتي تنقل المياه من المحطات للقري حتي أصبحت تلك المواسير مرتعاً للحشرات والفطريات يضيف محمد عبدالسلام مدرس. أن أركان العملية التعليمية هي المعلم والمنهج وتجهيزات المباني وجميعها تعاني من أزمات فالمعلم في مركز أبوتشت يعاني مالياً بسبب عدم صرف حافز الإثابة ومكافأة الامتحانات. كذلك بعد بعض المدارس عن مقر السكن الخاص بالمعلم. كما. توجد بعض المدارس التي أنشئت منذ خمسينيات القرن الماضي مثل مدرسة أبوتشت الإعدادية المشتركة التي تهالكت وتحتاج لترميمات بل يجب أن تهدم وتبني من جديد علي الطراز الحديث. والمدرسة الثانوية التجارية في مركز أبوتشت ليس لها مبني علي الإطلاق وتستخدم مباني مدارس أخري ابتدائية أو إعدادية في الفترة المسائية وذلك لأن المبني القديم قد نزع وتم تخصيصه للثانوية العامة.