أتمني أن تجد النداءات المتكررة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للأحزاب باحتضان الشباب صداها وأن تفهم الأحزاب الرسالة جيداً.. فالأحداث التي عشناها في السنوات الأخيرة وحتي اليوم تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك فشل الأحزاب في احتواء الشباب وفشلها في التأثير في الشارع وبالتالي صنع التغيير الذي يقود مسيرة مصر إلي الأفضل. بكل أمانة وصراحة ووضوح هناك فجوة كبيرة جداً بين الأحزاب والشباب.. وكيف لا وقيادات معظم هذه الأحزاب اقترب بعضها من الثمانين والبعض الآخر اكتفي بوجود لافتة علي شقة.. وهناك من كان حريصاً ولا يزال علي أن يكون الحزب عائلياً مكوناً منه وابنه أو ابنته وزوجته علي أقصي تقدير.. والبعض يعيش في الوهم ويخرج علينا في الفضائيات فقط ليؤكد أنه يعبر عن شعب مصر في حين أنه لو دخل انتخابات مجلس إدارة العمارة التي يقطن فيها لن ينجح لأنه باختصار لا وجود له. لقد بحت أصواتنا منذ زمن طويل بضرورة أن يكون للشباب وجود متميز في العمل السياسي والعام لأن هذا الشباب باختصار هو القادر علي التغيير وقيادة الوطن للمستقبل وهذا الشباب له تطلعات مشروعة وواجبة التحقيق لقيام دولة العدالة والديمقراطية.. الشباب قوة منتجة وفعالة ولديها الكثير الذي يمكن أن تقدمه ولكن كيف يمكن استيعاب هذا الشباب وتوجيهه إلي الطريق الصحيح. للأسف أن بعض قيادات الأحزاب الموجودة علي الساحة تناست أو تتناسي أن الشباب كان وقود ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو ..2013 واعتقد بعض قادة هذه الأحزاب الذين ركبوا الموجة أن الأمور قد أصبحت في متناول يديهم وعادوا لنغمة تقسيم الكراسي البرلمانية وتوزيعها دون أن يضعوا في الحسبان هذا الشباب وكأنك يا أبوزيد ما غزيت. في اعتقادي أن ما يحدث في الجامعات من أعمال شغب وكذلك ما يحدث في الشارع إنما يعود في المقام الأول إلي غياب الأحزاب والقدوة والمثل والتثقيف وعدم وجود دور فعال لهم في الحياة العامة والسياسية والبرلمانية.. وأعتقد أيضاً أنه إذا لم تفهم الأحزاب النداءات المتكررة من الرئيس ومنا بضرورة استيعاب واحتواء الشباب والدفع بهم في الحياة السياسية والعامة والبرلمانية فإن هذه الأحزاب ستستفيق علي صدمة كبيرة في الانتخابات البرلمانية القادمة.. وليعلم قادة بعض الأحزاب أن محاولاتهم لصناعة نظام انتخابي تفصيل علي مقاسهم لن تنجح.. وليعلم بعض الساسة القدامي الذين تجاوزت أعمارهم السبعين والثمانين أن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود للوراء وأنهم لن ينجحوا في تشكيل برلمان "2014" ليكون "برلمان العواجيز".. عفواً أيها السادة نحن في حاجة إلي "برلمان شباب" يجدد شباب مصر.. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.