* حادث تفجير القواديس بالعريش فوق أنه مؤلم. يكشف عن تطور نوعي خطير لجرائم الإرهاب. فالعملية تمت باحترافية واضحة. عليها بصمات أجهزة استخباراتية. إذ جري استخدام سيارة مفخخة اقتحمت مكان الحادث ثم أعقبها عمليات تخريب للطرق المؤدية لمنع إمدادات الجيش.. ما يعني أن المشاركين في الجريمة تلقوا تدريبات وأسلحة وتمويلاً سخياً ومعلومات استخباراتية يقف وراءها دول وأجهزة مخابرات دول معادية..!! الإرهاب الأسود علي ضراوته لن يمكنه تغيير موازين القوي علي الأرض ولا تحقيق أهداف استراتيجية أكثر من نشر الإحباط والانتقام من الجيش بدافع من تصورات فاسدة تلغي الوطن وتقدم صالح التنظيم الضال. ما حدث في العريش ينبغي أن يكون نقطة فاصلة لا يتواصل بعدها جدل النخبة حول ضرورة "احترام حقوق الإنسان". ذلك الشعار الذي يجري تسييسه بامتياز هذه الأيام. جلباً لتمويل أجنبي ومغازلة للغرب الذي يتعامل مع قضايانا بازدواجية وتناقض واضحين. أو إثارة للاضطرابات والفوضي.. كما ينبغي ألا يصدر التعامل مع ملف الإرهاب من منطلق حالة الدفاع عن النفس أو سياسة ردود الفعل المعتادة أو يترك هذا الملف علي جسامته وخطورته للتصور الأمني وحده. رغم أهمية المواجهة الأمنية للإرهاب وما يبذله رجال الجيش والشرطة من تضحيات فادحة تكاد تكون شبه يومية.. وهو ما يلفت للأسف اهتمام بعض الحقوقيين بل يثير شماتة بعض المرضي والمختلين والخائنين. ما يحدث في سيناء يعيدنا للتساؤل: لماذا تكررت حوادث الغدر الأخيرة بنفس السيناريو: اعتداء إرهابي علي أكمنة ثابتة. يتلوه فرار للمجرمين دون القبض عليهم أو تصفيتهم إلا في أحوال نادرة.. فأين استراتيجية الردع النشطة المباغتة والتدخل السريع.. أليست سيناء رغم تعاون أهلها مع الأمن بيئة حاضنة للإرهاب تحتاج لتنمية عادلة عاجلة؟! أدري أن الجيش والشرطة يبذلان أقصي الجهد. ويجودان بكل غال ومرتخص في ظروف معقدة.. لكن الخوف عليهما يحتمان ضرورة مراجعة استراتيجية المواجهة والتصدي للإرهاببين واستئصال شأفتهم في حرب طويلة قد تستغرق سنوات علي حد قول الرئيس السيسي نفسه. فحين يقرر انتحاري مثلاً أن يتخلص من حياته. فهل يمكن لإجراءات الأمن المشددة المعتادة أن تمنع وقوع ضحايا أبرياء في صفوف قواتنا أو حتي مدنيينا الذين يتصادف وجودهم في مكان الحادث..؟! الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة ضرورية ولازمة. وإن كان البعض يدعو لأبعد من ذلك. وعدم الاكتفاء بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في بعض مناطق شمال سيناء. وتحويل قضايا الإرهاب للقضاء العسكرية لتحقيق عدالة ناجزة رادعة طال انتظارها.