صورة مصغرة للوحدة العربية تشهدها الآن مدينة مراكش المغربية حيث اجتمع شعراء من الدول العربية كافة علي اختلاف توجهاتهم السياسية والدينية تحت راية الشعر ليتحلقوا حول الشاعر العربي الكبير أبوتمام الطائي في الدورة الرابعة عشرة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري والتي تتواكب مع احتفال المؤسسة بمرور ربع قرن علي إنشائها. الدورة التي يشارك فيها حوالي أربعمائة شاعر وناقد وإعلامي انطلقت أول أمس الثلاثاء تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس في حضور والي مراكش عبدالسلام بن قراط نائبا عن الملك. و أمين عام الحكومة المغربية. ومؤرخ المملكة. ووزير الثقافة المغربي وعدد كبير من الوزراء والولاة والنواب والمسئولين الدوليين. الافتتاح تضمن كلمة للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين رئيس المؤسسة استعرض فيها إنجازات المؤسسة علي مدي خمسة وعشرين عاماً وقال إن المؤسسة كان أمامها هدفان الهدف الأول أعلنت المؤسسة منذ قيامها عن جوائز للمتميزين من الشعراء في مجال القصيدة والديوان وتقدم إلي المؤسسة المئات من الشعراء بقصائدهم ودواوينهم وتم منح جوائز تشجيعية لمن قرر التحكيم المحايد أحقيتهم وفاز "33" شاعراً بجوائز المؤسسة لتكون حافزاً للتنافس بين الشعراء لتقديم الأفضل فالأفضل. وأقامت الموسسة دورات تدريبية مجانية في علم العروض وتذوق الشعر. وفي مهارات اللغة العربية وشملت هذه الدورات "21" دولة عربية وأجنبية وبلغ عدد هذه الدورات "574" دورة. تخرج فيها 23666 ثلاثة وعشرون ألفاً وستمائة وستة وستون دارساً. وحققت هذه الدورات هدفها إذ زودت الجيل الجديد بمهارات ضرورية للإبداع الشعري لكي ينطلق الإبداع من قاعدة علمية متينة توفر للخيال والموهبة الشعرية الحماية من الزلل. والهدف الثاني هو تكريم المبدعين من الشعراء. وهو سنة من سنن الوفاء والاعتراف بالجميل لهؤلاء الشعراء الذين اختزنوا في صدورهم ألق الأمة وكبرياءها. وحصنوا بالكلمة الخالقة روحها من التشظي. ووعيها من الانحراف. وألهموا الأمة التماسك والثبات في منعرجات التاريخ الفاصلة. وكرسوا كل حياتهم لتبقي الأمة شامخة في وجه الرياح العاصفة. وكان من واجبنا أن نرد لهؤلاء بعض ما أكرمونا به. فكرمت المؤسسة أربعة عشر شاعراً معاصراً من تسع دول عربية من الذين تردد صدي أهازيجهم علي امتداد الساحة العربية. وأكدت المؤسسة بهذا التكريم اعتزازها بسفرائها إلي عالم الخلود. وعقدت في هذه الدورات والملتقيات ندوات تحلقت حول خمسة عشر شاعراً عربياً وثلاثة شعراء أوروبيين. وحاولنا في هذه الندوات أن نعيد إلي الملتقي المعاصر نبض هؤلاء الشعراء ومعالم إرثهم الشعري. وأعدنا إصدار دواوينهم وجلونا سيرهم بأضواء عصرنا. كما تحدث والي مراكش وكذلك محمد القباح رئيس جمعية فاس سايس وناصر عبدالعزيز الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ود. عبدالله محارب مدير عام المنظمة العربية للثقافة والعلوم. وجري خلال الافتتاح تكريم الشعراء الحاصلين علي جوائز الدورة وهم سمير فراج وأحمد الجهمي الحاصلان علي جائزة أفضل قصيدة مناصفة. والمنصف الوهايبي الحاصل علي جائزة أفضل ديوان. ود. يوسف أبوالعيدوس الحاصل علي جائزة نقد الشعر. والشاعر اللبناني جورج جرداق مؤلف أغنية هذه ليلتي لأم كلثوم الحاصل علي الجائزة التكريمية والذي تغيب عن الحضور لظروف صحية قهرية. وشهد أمس ندوتين الأولي أدارها د. سعد البازعي وتحدث فيها د. عبدالله التطاوي عن اللغة في شعر أبوتمام ود. عبدالقادر الرباعي الذي تحدث عن بنية الصورة الشعرية عند أبوتمام. وأدار الندوة الثانية عبدالعزيز السريع وتحدث فيها د. فوزي عيسي عن أصول التجديد الفني في شعر أبوتمام. ود. إبراهيم نادن عن شعر أبوتمام وأثره الفني. وتم تخصيص الجلسة الثالثة للاحتفال بمرور ربع قرن علي إنشاء المؤسسة شارك فيها د. محمد حسن عبدالله. ود. عبدالله المهنا. ود. عبدالرحمن كنطول. ومساء اليوم يرسل المشاركون برقية شكر إلي العاهل المغربي الملك محمد السادس يعربون فيها عن امتنانهم لرعايته لهذه الدورة.. دورة أبوتمام الطائي التي جمعت الشامي علي المغربي.