أعرب ناصر القدوة مبعوث الجامعة العربية لدي ليبيا عن قلقه من عدم الاهتمام الدولي بتوتر الأوضاع الحالية في ليبيا قائلاً: لا يبدو أن الملف الليبي موجود ضمن الأولويات الدولية. وهو أمر مقلق في ضوء التدهور الذي يمكن أن يؤدي إلي واقع يصعب علاجه. مما يدعو إلي ضرورة تحرك عربي أكثر فاعلية.. مشيرا إلي أن الحل السياسي مازال ممكناً في ليبيا. وأنه في حال الانتظار سيكون من الصعب الوصول إلي حل. ولابد من الاستعجال والشعور بخطورة الوضع. قال القدوة في تصريحات للصحفيين عقب لقائه وزير الخارجية سامح شكري إن الأوضاع في ليبيا واضحة المعالم بما في ذلك المعارك المشتعلة في بنغازيوطرابلس وكلها أمور تلقي بظلالها علي التحرك السياسي والزيارات التي كنت أنوي القيام بها إلي ليبيا والوضع يتدهور. مما يتطلب مزيداً من الجهد العربي والدولي لوقف هذا التدهور. فيما يتعلق بالجهود المصرية بشأن ليبيا.. قال القدوة إنه من ناحية مصر لها وضع خاص بالنسبة لليبيا بسبب الوضع الجغرافي. ومن الواضح أن مصر تلعب دوراً كبيراً بما في ذلك الدعم الذي تقدمه بشكل مستمر للشرعية الليبية مثل البرلمان الليبي والحكومة برئاسة عبدالله الثني. وهو دور مقدر ومطلوب تعزيزه عربياً. وحول اجتماع شيوخ القبائل الليبية في مصر مؤخراً.. قال إن هذا الاجتماع ضروري ولابد من استمراره.. مشيراً إلي أن التقرير الذي قدمه إلي وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم مؤخراً مازال موضع الدراسة والأمم المتحدة لا يمكن الاستغناء عن دورها. أما الشأن الليبي فيجب أن تتكامل الأدوار الأخري لإخراجه من الأزمة الحالية. وحول مبادرة الجزائر لجمع الشركاء.. قال القدوة إننا نرحب بأي تحرك لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية. وحول مساندة بعض الدول العربية للجماعات المسلحة في ليبيا.. قال القدوة: لقد قمت بزيارة بعض الدول العربية بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي ولا أستطيع أن أنفي انغماس بعض الدول العربية بأشكال مختلفة في الشأن الليبي قد يكون بحسن نية لمساعدة الليبيين. ولكن تحول الأمر لمساعدة أطراف معينة ضد أطراف أخري يصبح مشكلة ويحتاج إلي حل. مما يتطلب ضرورة التعامل عربياً مع هذه الأزمة. محملاً المسئولية في المقام الأول والأخير علي عاتق الليبيين. نفي القدوة خروج السودان من مجموعة دول الجوار.. قائلاً: إن هذا الكلام غير دقيق وهناك اجتماع لوزراء دول الجوار قريباً في العاصمة السودانية الخرطوم. وحول امكانية اجتماعه مع القيادات المسلحة في ليبيا.. أعرب القدوة عن استعداده للقاء كل الأطراف الليبية في إطار سياسة الأبواب المفتوحة. من ناحية أخري شددت وزارة الخارجية علي حرص مصر علي وحدة وسلامة الأراضي الليبية وعودة الاستقرار إليها في أسرع وقت ممكن. وذلك في ضوء ما تشهده من تطورات. طالبت الخارجية -في بيان لها- بإخلاء جميع الميليشيات المسلحة لمقار مؤسسات الدولة الليبية وعودة السلطات الشرعية التابعة لحكومة عبدالله الثني إليها حتي تعود العاصمة الليبية طرابلس عاصمة لكل الليبيين وعاصمة للشرعية. شددت الخارجية علي ضرورة ابتعاد كل الأطراف الليبية عن الخيار العسكري. وأن يبدأ حوار سياسي بالتوازي مع بدء عملية تسليم سلاح الميليشيات تدريجياً إلي السلطات الليبية الرسمية وفقاً لما جاء بالمبادرة التي أطلقتها دول الجوار الليبي في القاهرة في 25 اغسطس الماضي.