صدق أو لا تصدق.. اليوم سيلتقي الأهلي بالإسماعيلي في مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم.. نعم ستقام المباراة باستاد الجونة ضمن منافسات الجولة الخامسة وليس في القاهرة أو الإسماعيلية وبدون جماهير.. ولكن المهم ان الفريقين سيلتقيان بعد غياب يقارب ال 1000 يوم بسبب مهزلة بورسعيد الشهيرة والتي لم تنته بحل حتي اليوم. أهمية اللقاء تجعل الجميع قد ينسي ان هناك مواجهة أخري بملعب اتحاد الشرطة تجمع الجريحين اتحاد الشرطة والاتحاد السكندري بعد لقاء القمة مباشرة لأننا كما نقول المباراة لها ابعاد أهم من كونها مباراة في الدوري. ولا أعتقد ان الجماهير تتذكر جيداً آخر لقاء جمع الأهلي بالإسماعيلي يوم 27/12/2011 والذي انتهي بفوز الأهلي بهدف عبدالله السعيد بعد انضمامه للأهلي من الإسماعيلي مباشرة وقبل لقاء الأهلي بالمصري ب 34 يوماً والذي توقفت بعده المسابقة مباشرة. وكان حرس الحدود تحت قيادة طارق العشري متصدراً للمسابقة برصيد 37 نقطة وله مباراة مؤجلة ثم الأهلي الثاني برصيد 36 نقطة والإسماعيلي السادس ب 26 نقطة. وبرغم هذا الغياب الطويل إلا أن كرة القدم تظل صاحبة القدرة علي جذب مشاهديها لصراع النقطة والهدف ومن كان أفضل في المباراة ومن يستحق ومن فاز بضربة حظ أو بمساعدة الحكم سيظل صراع الجماهير مشتعلاً والكل يحلم بالفوز.. يحلم باسقاط غريم له أو باقتناص ثلاث نقاط تدفعه للمقدمة في ظل تراجع المنافس التقليدي الزمالك. الكل سينسي ان مصر في حاجة لمزيد من الاستقرار أهم بكثير من بطولة محلية في كرة القدم.. الكل سينسي ان المباراة تقام باستاد الجونة وبدون جماهير لتوفير مزيد من الأمان بعد ان تحولت الجماهير زينة البطولة إلي شرارتها الأولي نحو انفجار غير محمود العواقب لكل الاطراف. هذا موقف الجماهير ولكنه ليس دور الإعلام الذي ينبغي ان يذكر جماهير الكرة بأن هناك أموراً أهم بكثير من الثلاث نقاط وان فريقين بحجم الأهلي وجماهيره العريضة ومواقفه الوطنية وبين الإسماعيلي ويكفي ان نقول الإسماعيلي لنفتح ملفات النضال الشعبي والرسمي عبر تاريخ طويل يجب ان يأخذ لقاءهما منحي بعيداً وأكثر رقياً مما يفكر فيه البعض. وهو أيضاً ليس رد فعل المسئولين في الناديين اللذين أكدا رغبتهما في ان يخرج اللقاء بروح رياضية عالية وبدون توابع سيئة وان يكون المستفيد هو منتخب مصر الأول الذي يحتاج الكثير والكثير. أما الجانب الفني فهناك أمور كثيرة سيكون لها تأثير علي مجريات اللقاء.. فبداية لا بديل أمام الفريقين سوي الفوز.. الأهلي الذي تعثر بغرابة في مطلع مبارياته أمام الرجاء بالخسارة 1/2 قبل فوزه علي الشرطة 3/صفر ليحصد ثلاث نقاط ويبقي في المركز ال 15 وله 4 أهداف وعليه هدف. اما الإسماعيلي الذي جمع ست نقاط من أربع مباريات فلم يكتفي بخصم ست نقاط كعقوبة من قبل الفيفا بل راح يستهتر ويفرط في فوزين كانا في متناول يديه وتعادل 2/2 مع المصري ومصر المقاصة ليفقد أربع نقاط أخري قبل ان يفيق بفوزين علي الجونة وبتروجت 2/1 ويبقي في المركز ال 18 وله 8 أهداف ويظل يحسب للإسماعيلي انه لم يخسر في مبارياته الاربع عكس الأهلي الذي خسر أولي مبارياته. والحقيقة ان الفريقين فازاً علي ثلاثة فرق منهم من يمر بظروف سيئة مثل بتروجت أو الجونة أو من قدم أسوأ عروضه من سنوات كالشرطة لذلك لن يكون الحكم علي الفريقين من خلال المباريات السابقة. ولكن بلا شك سيكون طموح وحلم جماهير الأهلي أكبر بشكل نسبي من منافسه لسببين أولهما الأهلي الأكثر استقراراً واستكمالاً للصفوف.. وثانياً استعداده لنهائي كأس الكونفدرالية. بعيداً عن الطموح فكل فريق يملك من الأوراق ما يجعله قادراً بنسبة كبيرة علي تحقيق طموحه.. فالأهلي يضم قائمة مزدحمة تضم شريف إكرامي وأمامه شريف حازم ومحمد نجيب وسعد سمير وصبري رحيل وحسام عاشور ومحمد رزق ووليد سليمان وعمرو جمال وأحمد عبدالظاهر ومعهم أحمد عادل وحسين السيد وتريزيجيه ومتعب. والإسماعيلي عنده الحارس المخضرم عصام الحضري وأحمد سمير فرج وشوقي السعيد والعش ومحمود حمد والسولية وعبدربه وعمر الوحش وزيكا وانطوي وكيليتشي ومعهم عواد وإبراهيم حسن ولالا وعبدالحميد شبانة. الأهلي يملك الحاوي وليد سليمان المتوهج والقناص عمرو جمال والدفاع المتزن لسعد سمير ونجيب والإسماعيلي يملك الاسطي عبدربه والفتي عمرو السولية والهداف جون انطوي هداف المسابقة بأربعة أهداف. ومن خلال قراءة الأوراق اعتقد ان الفريقين سيلعبان برأسي حربة طالما ان هناك نية الفوز وسيكون فكر السيطرة علي وسط الملعب في ذهنيهما لكنه لن يكون مسيطراً بشكل كامل لأن سرعة الأداء ستجعل الهجمة تبدأ من منطقة الدفاع خاصة من جانب الإسماعيلي الذي سيعتمد علي انطلاقات انطوي وكيليتشي.. أما الأهلي فسينطلق من العمق عن طريق رزق أو تريزيجيه ووليد سليمان وعمرو جمال في ظل غياب الطرفين عن المهام الهجومية. ومع الأهلي والإسماعيلي لا يمكن تجاهل الحديث عن حكم المباراة جهاد جريشة الذي لا تفوته مباراة إلا ومعها إثارة قد يكون محقاً احياناً وأحياناً أخري يغيب عنه التوفيق وتشعر ان قراراته مبنية علي ترتييب في ذهنه وليس لما يحدث في المباراة فنشعر احياناً انه يقف ضد الاقوي أو الافضل في المباراة ويكون متعنتاً وكأنه في حرب مع اللاعبين. نحن نشهد له بالنزاهة ولكن نتكلم فقط عن قرارات وكلنا أمل في ان يوفق ويخرج باللقاء لبر الأمان دون ان يظلم أحداً. اللقاء الثاني يجمع الجريحين الاتحاد السكندي باتحاد الشرطة وزعيم الثغر في المركز ال 12 بثلاث مباريات وله أربع نقاط من فوز علي بتروجت 4/2 وتعادل مع الجونة سلبياً والخسارة من إنبي في آخر لقاء 1/4 والشرطة ال 13 بنفس الرصيد من اربع مباريات من فوز علي إنبي 2/1 والتعادل مع الزمالك سلبياً والخسارة من دجلة بهدف وأخيراً من الأهلي بالثلاثة. تاريخ الفريقين لصالح الشرطة الذي فاز 4 مرات مقابل مرة للاتحاد واربع تعادلات ولكن التاريخ غير الحاضر وكل فريق وطموحه وموقفه يحدد سير المباراة واحداثها ونتيجتها. الشرطة لم يكن في حالته أمام الأهلي وكذلك الاتحاد السكندري أمام إنبي ومن الصعب ان يتكرر السيناريو في أسبوعين متتالين.. فهذا الأمر لن يقبله خالد القماش المدير الفني للشرطة ولا طلعت يوسف المدير الفني للاتحاد.