أعلنها في جملة صريحة: أنا ضد برنامج "الراقصة" ومن سألوني عن رأي سألتهم بدوري: لماذا ظهور مثل هذا النوع من البرامج في هذا التوقيت؟ هل المصريون في حاجة إلي توعية بأهمية الرقص الشرقي؟! لا يوجد فيلم مصري - إلا فيما ندر يعرض علي الشاشة والآن من دون راقصة بلدي.. حتي أصبح عدد الراقصات يصعب الحصر. ولا يوجد فرح غني أو فقير أو أي احتفالية "خاصة" من دون راقصة! كثير من البنات بما فيهن من غطت رأسها في إشارة ظاهرة تعني "الالتزام" الديني. يرقصن ببطونهن ويتلوين بأردافهن علي أنغام الموسيقي ودون اعتبار لما يعتبرنه "حجاب" واحتشام. الرقص البلدي لم يتوار في أي عصر من العصور الغابرة منذ أن ظهر في مصر وانتشر داخل قصور السلاطين ابان الامبراطورية العثمانية وحتي في الموالد وفي القري عندما كانت "الغازية" وفرقتها وحمارها تتجول لجمع ما يمكن جمعه "غلة" سواء في شكل "عمله" وهذا كان نادراً أو في شكل "حفنة من الغلال" وكان هذا هو الشائع. الغوازي من القري اختفين في عصر التليفزيون ولم يعد الفلاحون في حاجة إلي هذا الترفيه "المباشر" في حواريهم أو الساحات التي تعقد فيها الموالد لأن الرقص البلدي شاع مثل الاوبئة وأصبح "مهنة" مربحة قليل من يعترمها وقليل من الراقصات من يتعاملن معها باعتبارها فناً محترماً. "الرقص البلدي" لا يحتاج في هذا التوقيت إلي تبجيل واحتفاء إعلامي فج ومبالغ فيه كالذي يحدث الآن بنسبة كبيرة من البرامج استضافوا الراقصة الارمينية "صوفيناز" وكثير من مقدميها تعاملوا مع هذه المرأة "الفتاكة" لجنس "الرجال" وقد يتزوجها أحدهم باعتبارها وسيلة سهلة ومضمونة لانعاش برنامجه. ومن يتابع عدد البرامج التي ظهرت فيها سوف يفاجأ بأن كثيراً من الاعلاميين استضافوها ورحبوا بوجودها. وفي أحد البرامج قالت صوفيناز ان بعض الناس في الافراح التي تحييها يقتربون منها ويحاولون "تقطيع حتة من جسمها" فتضطر إلي الانسحاب بهدوء من مكان الاحتفال"!!" طقوس بلحم الراقصة. والرغبة في لمسها "وتقطيع" جسمها لتطرح أكثر من سؤال؟ الحلقة التي شاهدتها من برنامج "الراقصة" تستعرض مجموعة المتسابقات وكل واحدة منهن ترتدي بدلة رقص "مبهرة" ومثيرة فعلا ليس فقط بالألوان والتصميم وإنما أكثر المساحة التي تسمح بظهور "لحم" الراقصة. وفي أثناء الأداء يصعب جدا أن تفرق بين ما إذا كانت هذه المتسابقة راقصة أم غانية.. فنانة أم مجرد انثي "مزة" ولم يكن هذا الانطباع خاصاً بي وحدي.. فمن كانوا معي ومنهم اساتذة اجلاء شعروا مثلي بالاستياء الشديد..!! من المستحيل أن نواجه التطرف الديني والعنف الدموي لجماعات الارهاب بمثل هذه البرامج التي تهدف إلي "إحياء فن الرقص الشرقي المعروف بأصالته" كما تقول المقدمة الدعائية.. لسنا في حاجة إلي توعية بأهمية الرقص حتي نواجهه أيدولوجيات "التكفير والداعشية" التي تبرر القتل ذبحا فمثل هذه البرامج في هذا التوقيت تمنح هؤلاء التكفيريين الظلاميين رخصة "شرعية" لقتل المجتمع الذي يبجل العري ويعرض جسد المرأة ويكشف عنه بجسارة وكأنه يتحدي بهذه "الجماعة" الراقصة التي جاءت بأناث من أنحاء العالم لتكشف عن مهاراتهن اللولبية علي شاشات التليفزيون "جماعة الإخوان"!! لا يمكن أن أبرئ صاحب قناة يحرص كلما استطاع علي الدفع بنماذج غريبة من بلدان بعيدة لمذيعين ومذيعات راقصات باعتبارهن "النموذج" الأفضل للاعلامي أو للاعلامية.. إناث متفرغات لا ينتمين لهذا البلد ينطقن اللغة العربية أحيانا بطريقة غير صحيحة ويرتدين ملابس لا تتسق مع صورة "المذيعة" العربية في مصر.. وكأن بلد ال90 مليون يخلو من إناث تسد حاجة الفتنة! من يتابع الإعلامي المصري. والبرامج التي يفترض انها برامج حوارية مهتمة بالسياسة وبأحوال مصر الاجتماعية سيجد اتجاها لافتا "لبروزة" القبح والاحتفاء به في أشكاله الفنية المختلفة - أفلام. أو رقص. أو استعراض... الخ..!! هل هو الافلاس أم أشياء أخري؟؟