أكد أساتذة العلوم السياسية أن جميع الاحزاب الموجودة علي الساحة حالياً ضعيفة وتسير بشكل خاطيء والدليل علي ذلك اهتمامها بتكوين التحالفات الحزبية علي حساب تقديم الخدمات للمواطنين. طالبوا بضرورة علاج الورم الناتج عن محاولة تجريفها من قبل لصالح حزب واحد بعينه.. وأيضا ضرورة تكوين تكتلات وطنية تعلي المصلحة العامة للوطن علي المصلحة الحزبية. أضافوا أنه بالرغم من اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية إلا أن الواقع يثبت اختفاء الاحزاب علي أرض الواقع والابتعاد عن المواطنين الذين هم أصل العملية الانتخابية. قالت د. عالية المهدي.. عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الاسبق بجامعة القاهرة اعتقد ان الاحزاب الموجودة علي الساحة حالياً ضعيفة وتستغل نفسها بإقامة تحالفات حزبية عن تقديم خدماتها للمواطنين والاقتراب من الشارع فهي لاتبذل المجهود الكافي علي مستوي الاداء ويقتصر دورها علي لقاءات الغرف المغلقة. أضافت أن جميع تلك التحالفات تفشل بسبب عدم وجود القيادة التي تملك قدرات التنظيم الحزبي القوي مؤكدة أن علي الاحزاب تقوية نفسها والالتفاف للعمل علي أرض الواقع والاقتراب من المواطنين خاصة وان الناخب المصري لاينتخب برنامجاً أو حزباً سياسياً لكنه ينتخب أفراد فقط كانوا ضمن الشخصيات القوية حزبياً أو من الشخصيات المرموقة أو التابعة للعائلات المهمة والعريقة والتي تملك المال. أوضح د. اكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: انه علي الرغم من وجود ما يقرب من 0 حزب سياسي الا ان دور هذه الاحزاب علي أرض الواقع ضعيف ومحدود جداً. مفسراً ذلك بالمحاولة السابقة لتجريف الاحزاب وإضعافها لمصلحة حزب واحد بعينه وتكوين تحالفات سياسية حزبية للتعبير عن التعددية الحزبية من ناحية ولكنها في النهاية تمثل حزب واحد. إلي جانب وجود مجموعة من الاحزاب حديثة النشأة ولم تأخذ فرصتها للتواجد في الشارع. اضاف بدر الدين ان هناك عاملين أساسيين لتعديل وضع الاحزاب الاول عن طريق علاج الورم الحزبي وإيجاد تكتلات وتخالفات سياسية وبدلاً من وجود90 حزباً سياسياً يكفي وجود ثلاثة أو أربعة تكتلات حزبية تخفف علي المواطن عناء الاختيار بين المرشحين والاحزاب. والثاني ضرورة أن تعلي تلك الاحزاب والتكتلات المصلحة العامة للوطن وان تهتم بتقديم الخدمات للمواطنين والتواجد القوي في الشارع. أوضح ان غالبية اعضاء البرلمان القادم سوف يكونوا من الاعضاء المستقلين وهذا شيء وكذلك من مستقلين من الاحزاب التي يرفضها الشعب وهذا أسوأ لذلك الحل في أن يكون هناك هدف أعلي وأسمي وتهو تحقيق المصلحة الوطنية علي أي مكاسب ضيقة مثل عدد المقاعد في البرلمان. اشار بدر الدين إلي أن قوة أي حزب سياسي تكمن في تواجده بالشارع وقدرته علي حل مشاكل المواطنين وضم أعضاء جدد يحظون بثقة الشعب. د. جمال زهران- استاذ العلوم السياسية جامعة بورسعيد قال ان الاحزاب الموجودة حالياً علي الساحة ضعيفة وتفتقد الرؤية السياسية فلا يوجد حزب قائد ضمن هذه الاحزاب. مؤكداً أننا في حاجة ماسة إلي خريطة حزبية جديدة تقوم علي ثلاثة اتجاهات أحزاب اليسار أو الاشتراكية بكل طوائفها والاحزاب اليمينية والليبرالية بكل طوائفها وأخيراً الاحزاب التي تنطوي تحت لواء القومية الناصرية أو العروبية. أضاف ان الاتجاه الاقرب إلي الوطن خلال الوقت الحالي وبعد ثورتين هي الاحزاب القومية بالرغم من ان الثورة في مضمونها يسارية التوجه مما يشير إلي حدوث تغيير جذري. مؤكداً احتياجنا إلي لاعادة بلورة هذه الاحزاب جميعاً وإنشاء أحزاب كبيرة عن طريق وضع شروط مرشحي الاحزاب الليبرالية مثل جمع 100 ألف حدث من 10 محافظات وإعادة بناء الحياة السياسية الديمقراطية بواسطة أعضاء الاحزاب وإعادة بناء ضرابهم بناء علي الشروط السابقة والاستعداد لدخول الانتخابات. أوضح زهران ان كل هذه الاجراءات من شأنها ان تنتج برلماناً قوياً يضم ما يقرب من 450 نائباً فعالاً ونشيط ومطابق للمواصفات. بينما رأت د. مني مكرم عبيد- استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية ان موقف الاحزاب تجاه الانتخابات البرلمانية لايزال كما هو ولايوجد وضوح في الرؤية.. مشيرة إلي أن هناك أحزاباً تعمل بشكل جيد ولها تواجد في الشارع ومع المواطنين بينما تغيب الكتلة الانتخابية عن التواجد مع المواطنين وتقديم الخدمات لكسب الاصوات الانتخابية مؤكدة أن تواجد الاحزاب علي أرض الواقع سابق لأدانه.