أثار إعلان عدد من الأحزاب عن تكوين تحالفات سياسية لخوض الإنتخابات البرلمانية حالة من الجدل السياسي حول تلك التحالفات في ظل إتجاه جانب منها لأن تكون تحالفات داعمة لسياسات الدولة الجديدة ، وأخرى تري من المعارضة أساسا لتكوينها ، وما بين مؤيد ورافض للفكرة التحالفات رصدنا أراء عدد من القوي السياسية . الكاتب الصحفي مصطفى بكرى ،عضو مجلس الشعب السابق عبر عن ترحيبه بأنشاء تلك التحالفات ما دامت داعمه لبناء الدولة الوطنية ومساندة للقرارات و القوانين التي تخرج عن البرلمان ، بمعني أدق نتمنى بالفعل أن تكون التحالفات الانتخابية هدفها الأساسي بناء الدولة الحديثة وأن يتوقف البعض عن سياسة الإقصاء. وحذر بكري من محاولة بعض التحالفات تقديم أنفسها بدعوي أنها الظهير السياسي للرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي مشيرا إلي أن السيسي رفض فكرة تكوين حزب تابع له وأوضح أن سماح بعض الأحزاب لنواب الحزب الوطني بدخول العملية السياسية من خلالهم أمر يجب الأنتباه أليه خاصة في ظل عدم التفرقة بين الفاسد وغيره من رموز الحزب المنحل ، مشيرا إلي أن عدم مراعاة ذلك بمثابة "دق" لأول مسمار في نعوش تلك التحالفات ، وأوضح بكري أن الباب مفتوح أمام كل شريف من أبناء الوطن مهما كان أنتمائه السياسي السابق أو الحالي للدخول في تلك التحالفات حتي ولو كان من "فلول" الحزب الوطني مشيرا إلي أنه لا يمكن لاحد أنكار أ، نواب الوطني كانوا شركاء فاعلين في ثورة 30 يونيو محذرا من أن من يروجون لفكر العزل سيكونون هم أنفسهم المعذولون في الفيرة المقبلة . وأوضح بكري أن الدستور أعطي للبرلمان المقبل صلاحيات واسعة وهو ما يتطلب وجود برلمان قوي و فاعل بشكل يحقق نهوض حقيقي لمصر ، وبغير ذلك البرلمان القوي بنوابه سندخل الدولة في فوضي عارمة لا يعلم أثارها أحد.و بشكل محدد فالتحالفات البرلمانية لابد من يكون هدفها معاونة الدولة من خلال ثوابت الدولة الوطنية بعيدا عن أي مصالح او أفكار ضيقة . وأكد بكري أن من يريد أن يقيم تحالفا لا يجب أن يستبعد أحدا إلا إذا صدرت أحكام ضده بالفساد أو ارتكاب جرائم بعينها ،وأقصد بذلك جماعة الإخوان وغير ذلك مرفوض وكشف عن خطة لبناء تكتل فاعل قوي يضم كل المصريين وسيلعن عنه الفترة القادمة وسيكون أحد عناصره شخصية كبرى ستمثل مفاجئة نأمل أن يضم كافة القوي الوطنية . أشار بكري إلي أن الشارع المصري له حسابات أكبر من حسابات التحالفات والذين يريدون حشو القوائم بعناصر لا يقبلها الشارع سيلفظهم الشارع بالتأكيد والذين يدفعون بعناصر في إطار تحالفي والشعب لا يريدهم حتما لن ينجحوا ،وكل دور التحالف أن يقدم الناس فقط وإذا ظن البعض هو فرض شخوص معينة فالشعب سيكون له الكلمة الأولي والأخيرة .وفي سياق متصل قال الدكتور حسن نافعة – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - إن نجاح التحالفات الانتخابية سيتوقف على قرار التيار الإسلامي من الانتخابات وهل ستقاطع ،والأرجح أنها ستخوض الانتخابات . وفيما يتعلق بالأحزاب المدنية أضاف نافعة :من مصلحتها أن تتحالف خاصة ، مشيرا إلي أن التحالفات هي كيانات لتعظيم لقدرات الأحزاب للحصول على عدد مناسب ويتطلب ذلك دعم متبادل واختيار العناصر التي لها شعبية ويتطلب حسن نية وثقة وهذه أمور ليست موجودة بين الأحزاب السياسية . وأضاف :هناك شخصيات جديدة تنزل للساحة وتحاول استخدام شخصية الرئيس السيسي كمرجعية وهذا يوحي بأن رئيس الجمهورية يرغب في مجلس نيابي يقرب العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية .وقال أستاذ العلوم السياسية المفترض أن تحدد مؤسسة الرئاسة موقفها وهل هي معنية ببرلمان مؤيد لها ومع أي القوى السياسية ستتحالف ،وهل سيتم ذلك من خلال موقف واضح للرئيس السيسي . وأضاف أن الوضع في مصر لا يجب مقارنته بالديمقراطيات الغربية ويتعين أن ننحي هذه المسألة جانبا وهناك ظرف استثنائي تمر به مصر . ومن ناحية أخرى أبدى الدكتور جمال زهران – أستاذ العلوم السياسية - قلقله من هذه التحالفات خاصة من يدعموا السيسي وفي الواقع لا يدعمون ألا مصالحهم. وأكد علي أهمية أن نأخذ فرصتنا في إعادة تشكيل الحياة السياسية خاصة و أن الأحزاب الموجودة حاليا لا تصلح للعمل السياسي ، وطالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية لمدة سنة علي الأقل علي أساس أن أجراء الإنتخابات حاليا سيمثل عقبة أمام الرئيس الجديد ، ويتيح الفرصة لأصحاب المصالح في إرباك الرئيس خاصة مع وجود بقايا نظام دولة مبارك الفاسدة وجماعة الإخوان الذين لا يزالوا يعكرون صفو المشهد. ودعا زهران رئيس الجمهورية بأن يلجأ للدستور ليصدر قرارا بحل الأحزاب السياسية القائمة على أساس ديني تنفيذا للدستور، بهدف تقليل درجة الصراع على الانتخابيات البرلمانية بالإضافة إلي الحكم القانوني بحل الحزب الوطني لفساد السياسي الصادر في شهر أبريل 2011 . وأشار – أستاذ العلوم السياسية – إلي أن الرئيس يمكنه تأجيل الانتخابات بطريقتين :إما يدعو الشعب للاقتراح لتأجيل الانتخابات بعض الوقت أو يدعو لاستفتاء عاجل مهما كلفتنا هذه الاستفتاءات . وأوضح أن الهدف من ذلك هو تجهيز البيئة السياسية المحيطة بالانتخابات حتي لا نعيد إنتاج البرلمان القديم ما قبل الثورتين ولنعيد نفس الأزمات . وأكد "زهران" أن تجهيز البيئة السياسية الملائمة سيسفر عن وجود كيانات حزبية ضخمة.