عاين فريق من أعضاء النيابة العامة بسمالوط مكان حادث سقوط سيارة نقل أعلي معدية بالبر الشرقي بالمنيا وقرر المستشار عبدالرحيم عبدالمالك المحامي العام لنيابات شمال المنيا التحفظ علي معدية "أولاد علي" ووقفها عن العمل والتصريح بدفن جثث الضحايا التي تم استخراجها من نهر النيل وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وانتداب مهندس فني لمعرفة سبب وقوع الحادث. وقد تضاربت الأقوال حول أعداد المفقودين. وكانت قرية العوايسة بسمالوط قد شهدت سقوط السيارة رقم 41566 نقل سمالوط من أعلي معدية أولاد علي إثر انزلاقها أثناء الصعود علي باب المعدية بالبر الشرقي وعليها حوالي 45 شخصا كانوا عائدين من تأدية عزاء مما أدي إلي غرق معظمهم في نهر النيل وتمكنت فرق الإنقاذ النهري والضفادع البشرية من انتشال 11 جثة. حضرت سيارات الإنقاذ النهري والضفادع البشرية الساعة 10 مساء لانتشال جثث الضحايا وتوقفت حركة المعديات ليلا وامتلأ البر الشرقي والغربي بأهالي وأقرباء المتوفين وخرجت معظم أهالي قري سمالوط القريبة من البرين للبحث عن المفقودين ومساعدة رجال الأمن والإنقاذ.. وحاولت سلطات الأمن إبعاد المواطنين عن موقع الحادث وفرض كردون أمني إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل التام. تمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشال 5 جثث فقط الواحدة صباحا نظرا للظلام الدامس بالمنطقة إلا أن الأهالي لم يغادروا المكان لعل وعسي يطفوا علي سطح المياه أحد المفقودين وعادت القوات العمل الساعة السابعة صباحا وتم مسح المجري المائي حتي مدينة مطاي وعثر علي 6 جثث ليصبح إجمالي العدد 11 حتي الآن وجاري البحث عن آخرين. واستعانت المحافظة بوحدات الإنقاذ النهري من محافظتي بني سويف وأسيوط لمسح مجري نهر النيل من الجانبين ودفعوا بكافة المعدات وونش لرفع حطام السيارة المنكوبة بعد أن عثر عليها رجال الضفادع البشرية. أكد الحاج محمد علي انه في انتظار ظهور جثة نجله إسلام موضحا انه فوجئ باتصال هاتفي يخبره بسقوط سيارة نصف نقل من أعلي معدية أولاد علي فسارع بالاتصال بهاتف نجله فوجده مغلقا وأنه هرع للبحث عنه وحتي الآن يقف علي البر الشرقي وأشقاؤه علي البر الغربي. قال ان الحكومة لم تساعدنا في البحث عن الضحايا.. فعدد الغاطسين اثنان في كل غطسة في حين عدد المتوفين أكثر من 40 شخصا. شدد خالد محمد أحد أهالي قرية بني خالد علي غضب الأهالي من تصرفات المحافظ وتجاهله مطالبهم بسرعة إنشاء كوبري للحد من كوارث المعديات المستمرة موضحا أن قري بني خالد وجبل الطير من القري الصناعية بالمحافظة ويوجد بها مصانع للأسمنت والحديد والصلب والمحاجر وفي أشد الحاجة إلي إنشاء كوبري. يقول محمود محمد انه حضر للبحث عن أبناء عمه مجدي عبدالله أحمد أمين شرطة وشقيقه أحمد أنا ضمن المشاركين في تشييع جنازة نعمة أحمد البنا بشارع الريفية واستقلا سيارة من ضمن ال 6 سيارات المشاركة في تشييع الجنازة وسمعنا بغرق السيارة بعد مرور ساعتين. اتهم محمد فضل من الأهالي بعض أعضاء مجلسي الشعب والشوري السابقين بعرقلة إنشاء كوبري يربط غرب المدينة بشرقها نظرا لانهم يملكون عدداً من المعديات النيلية.. وأضاف: أنا في انتظار العثور علي جثة ابن خالتي. قال محمد صديق شاهد عيان ان السائق قفز من السيارة أثناء سقوطها في النهر وهرب من الموت مؤكدا ان عمق المياه بالبر الشرقي تتراوح ما بين 7 إلي 10 أمتار تقريبا.. طالب الاهالي من محافظ المنيا سرعة إنشاء كوبري يربط قري شرق النيل بغربه أسوة بمركزي بني مزار وملوي والرقابة علي معديات الموت وعدم المجاملة في تراخيص المعديات. قال عصام النجار مشرف عام الإسعاف بمنطقة شمال الصعيد ان المرفق دفع ب 15 سيارة إسعاف بجانب عدد من المشرفين بمكان الحادث وتم توزيع الجثث علي مستشفي سمالوط ومطاي العام. يقول طارق خيري مسئول العلاقات العامة بمبادرة تحسين سمالوط ان الأهالي يفضلون استلام جثث ذويهم فور وصولها إلي مشرحة مستشفي سمالوط لانها غير مجهزة وتفتقد لشروط وزارة الصحة. قال أحد الناجين انه أثناء عودتهم فوجئ بسقوط السيارة من أعلي المعدية وكان بها أكثر من 45 شخصا من المشيعين وسقطوا في النهر وكانوا ينطقون الشهادة إلا اننا تمكنا من القفز من السيارة. "المساء" تنشر أسماء الجثث التي تم استخراجها من مجري النيل وهم: يحيي عرفات أحمد حن "56 سنة" نجار مسلح وعبدالقادر شعبان "58 سنة" ومحمد صاوي أحمد "60 سنة" ومحمد سيد محمد "19 سنة" طالب وهادي أحمد علي وشعبان أحمد شعبان ومجدي حسانين حسن وأحمد عبدالله أحمد ومحمد أبوبكر فؤاد ومحمد محمد محمود ومحمد مجدي الصغير. وأسماء المفقودين ال 16 هم: مصطفي محمد زهران وأحمد عبدالله تاجر وصلاح عبدالعظيم مدرس ومجدي عبدالله أمين شرطة وعلاء شعراوي صاحب محل تعبئة سكر ومصطفي علي بيومي ومحمد ربيع ويحيي عتر عادل ومحمد عنتر عادل ومحمد اوسم طالب ومحمود هاشم طالب ومحمد فاضل أحمد ويحيي عرفات أحمد نجار وعبدالقادر شعبان "سائق" ومصطفي عبدالحج خشن وإسلام محمد علي طالب. الجدير بالذكر أن جريدة "المساء" قد دقت ناقوس الخطر بخطورة المعديات بنشر تحقيق في 24/8/2013 بعنوان "معديات المنيا مصائد للموت".