يوم 6 اكتوبر هو يوم العزة والكرامة.. عيد النصر.. انتصرت فيه الإرادة الشعبية علي قوي البغي والاستعمار انتصرت مصر بالشعب والجيش في ملحمة وطنية شاركت فيها الدول العربية لتعزف أجمل سيمفونية للأمن القومي المصري والعربي تحية لأرواح الشهداء الذين ارتوت رمال سيناء بدمائهم.. تحية لكل مصاب في معركة النصر والتدريبات تحية لكل من شارك في كل الحروب التي خاضتها مصر 48. 56. 67 والاستنزاف و73 وتحية للزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام وتحية للزعيم جمال عبدالناصر وتحية للأبطال المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الشاذلي وتحية لقادة القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وقادة الجيشين الثاني والثالث وقادة المناطق العسكرية ورئيس هيئة العمليات الذين حفر التاريخ أسماءهم بأحرف من نور في التاريخ العسكري المصري والعالمي. اليوم تتقدم "المساء" بكل التحية والتقدير للفريق أول صدقي صبحي والفريق محمود حجازي وقادة الأفرع الرئيسية وقادة الجيوش والمناطق العسكرية ولكل ضابط وضابط صف وجندي بمناسبة عيد النصر الذي يتواكب مع عيد جريدة "المساء" وتقدم "المساء" حصرياً سلسلة معارك وبطولات إهداء من القوات المسلحة من سجلات هيئة البحوث للقوات المسلحة. في هذه الحلقة من الحلقات التي تنشرها "المساء" عن حرب أكتوبر يتحدث مجموعة من الأبطال الذين شهدوا معارك التحرير.. تحرير الأرض.. تحرير الإرادة.. تحرير الوطن.. حيث يسردون مواقف وبطولات وأسراراً جديدا عايشوها بأنفسهم نقدمها للأجيال الناشئة حتي يدركوا عظمة الآباء والأجداد ومدي تضحياتهم وتفانيهم من أجل عزة مصر ورفعتها. إنها ذكريات المجد والفخار في ميادين البطولة والشرف.. يرويها أصحابها بعد أن عايشوها وسكنت عقولهم وقلوبهم. كشف اللواء أركان حرب مختار قنديل الخبير الاستراتيجي والعسكري ان حرب أكتوبر 1973 كانت ملحمة تاريخية كبري وأثبت أن الفرد المقاتل هو الأساس وليس المعدات المتطورة ووسائل التسليح الحديثة موضحا أن حرب أكتوبر كانت طفرة حقيقية في استخدام الفكر العسكري والتعامل الاستراتيجي والتكتيكي مع العدو مشيرا إلي أن القوات المصرية تمكنت من تحقيق نصر كاسح علي قوات العدو الصهيوني وعبرت قناة السويس بكل ما فيها من موانع فنية وعسكرية واستطاعت نقل المعدات الثقيلة والآليات المدرعة إلي شرق قناة السويس بعد نحو 10 ساعات تقريبا من بداية المعركة. وتابع: "أول كوبري عائم لعبور المعدات الثقيلة والدبابات تم تركيبه علي قناة السويس الساعة 12 بعد منتصف الليل لتصل الآليات الثقيلة والوحدات المدرعة إلي شرق القناة لتحرير سيناء". وعن حياته العسكرية أوضح قنديل: "التحقت بالقوات المسلحة عام 1964 بعدما تخرجت في كلية الهندسة جامعة عين شمس وعملت بسلاح المهندسين في أحد المواقع بمدينة شرم الشيخ في ذلك الوقت حتي جاء يوم 5 يونيو 1967 وجاءنا إنذار مبكر بغارة جوية معادية الأمر الذي جعلنا نحتمي بأحد الملاجئ إلا أن طائإات العدو لم تأت إلينا بعد فسشلها في ضرب مضار الغردقة العسكري غطائنا الجوي القريب وفي هذه الأثناء علمنا أن القوات الإسرائيلية هاجمت المطارات الحربية ودمرت الطائرات علي الأرض نتيجة لعدم وجود دشم تحتمي بها تلك الطائرات وكذلك تمكنت من الزحف إلي سيناء والتقدم نحو قناة السويس". أضاف "قنديل": "في السادسة مساء يوم 6 يونيو 1967 جاء الأمر من القائد العام للقوات المسلحة المشير عبدالحكيم عامر في تلك اللحظة بالانسحاب لغرب القناة دفعة واحدة وأمرني رئيس الفرع الهندسي بشرم الشيخ بالمغادرة مع القوات المنسحبة غرب القناة وأخبرني بأنه سيبقي ولن يغادر حتي ينسف جميع معدات سلاح المهندسين لعدم تركها للعدو حيث كان هناك مكثف كبير لتحلية مياه البحر بالإضافة إلي بعض المعدات والآليات الدفاعية التي كانت موجودة بالمعسكرات وكان قائد عربة الانسحاب يجري ليلاً بسرعة كبيرة وكان البدو يهرولون بجوار الطريق حاملين أطفالهم ومتاعهم القليل بحثا عن فرصة للهرب أو ركوب عربة عسكرية أو الاختباء والبعد عن الطرق الرئيسية". واستطرد "قنديل": وصلت في عربة جيب لكوبري القوات المسلحة بمنطقة "الشط" بين السويس والبحيرات المرة وفي ذلك الوقت تفنن العدو في قتل رجالنا حيث كانت الطائرات الإسرائيلية تفتح النار وتطلق رشاشاتها وتمرح في سماء سيناء لتصطاد الجنود المصريين علي الطرق المؤدية إلي قناة السويس وقتلت المئات من الجنود والمدنيين في عمليات وحشية خلال الانسحاب العشوائي الذي تم إلي غرب قناة السويس. وخلال العمليات تكبد العدو خلالها خسائر فادحة في معداته وأفراده علي أيدي رجال القوات الخاصة المصرية والمجموعات القتالية التي كانت تنفذ مهام علي درجة كبيرة من الاحترافية وفق توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة. وقال: "طوال سنوات الحرب الدائرة مع العدو الصهيوني ونحن نعيش في خنادق تحت الأرض يتم تمييزها من الخارج ببراميل فارغة لا يعرف ترتيبها سوي الضباط والصف والجنود العاملين في تلك الوحدات حتي يتمكنوا من الوصول إليها وفي عام 1972 عملت رئيساً للفرع الهندسي للواء الثالث مشاة ميكانيكي وسط زملاء جدد من مختلف أسلحة وأفرع القوات المسلحة وكان مقر قيادة اللواء في ذلك الوقت بلا أسماء أو أرقام ويقع تحت سطح الأرض ولا توجد عليه أي علامات مميزة ثم التحقت بالجيش الثاني الميداني في شهر يوليو 1973 بعدما صدرت نشرة تنقلات الضباط الدورية لأعمل بالفرع الهندسي لقيادة الجيش الثاني الميداني الذي كان مقره في مدينة القصاصين في تلك الفترة وكان الفرع الهندسي علي الجانب الشمالي الآخر من ترعة الإسماعيلية.