بعيداً عن الأهداف السامية والنتائج العظيمة والمبهرة التي حققتها ثورة 25 يناير.. قال سائق السيارة التي كنت أجلس فيها بجواره إن الذين استفادوا من هذه الثورة استفادة مباشرة حتي الآن فئتان فقط. * سألته: وما هما؟! قال: الباعة الجائلون الذين افترشوا الأرض في كل شوارع المدن خاصة مدينة القاهرة.. وأصحاب وسائقو الميكروباص الذين انتهكوا كل قواعد المرور وفرضوا سطوتهم علي المارة والركاب وأغلقوا الشوارع لصالحهم!! ثم أضاف مدللاً علي وجهة نظره: اذهب إلي مدخل شارع الجمهورية من ميدان رمسيس سوف تجد العجب من سائقي الميكروباص.. الوقوف وسط الشارع أمر طبيعي.. وتعطيل المرور والتنازع علي الزبائن ظاهرة مكررة.. وسيارات ميكروباص ملاكي تعمل بالأجرة.. إنها فوضي الحرية وحرية الفوضي. * قلت: معك حق.. لكن هناك أيضاً فئات انتهازية كثيرة علي نفس الشاكلة استفادت من الثورة في أماكن عديدة بمصر.. لكن الأمل كبير في أن يجني الشعب.. كل الشعب ثمار هذه الثورة قريباً. وأري أنه لكي نصل إلي هذا الهدف فإن الطريق يبدأ من دعم وزارة الداخلية.. فما لم تقف هذه الوزارة بضباطها وجنودها علي قدميها وتؤدي دورها في إعادة الانضباط فإن فرحة جني الثمار سوف تتأخر كثيراً. وزارة الداخلية بأجهزتها المختلفة تواجه موقفاً غير مسبوق في تاريخها.. وهو موقف لا تحسد عليه.. هناك 110 آلاف مسجل خطر يمرحون في كل المدن وحتي القري.. وهذا العدد يفوق عدد قوات الشرطة عدا الأمن المركزي. والمسجل الخطر له من الحيل والأساليب ما يمكن أن يفاجئ بها فريسته من المواطنين بل ورجل الشرطة أيضاً.. لأنه يكمن ثم يظهر في الوقت المناسب له لينقض علي غنيمته.. إذن فهذا العدد يحتاج إلي ثلاثة أضعافه من رجال الشرطة ليستطيعوا السيطرة عليه.. هذا إلي جانب عدد سبعة الاف سجين هاربين منذ الهجوم علي السجون عقب قيام الثورة. جيش من المجرمين والسوابق يجوبون شوارع المدن وحواريها.. أمر يستدعي أن تعيد الدولة نظرتها بالنسبة لدعم وزارة الداخلية مالياً وبشرياً.. فلا يمكن أن ينتعش اقتصاد أي بلد دون أن يكون هناك أمن يسود أرجاءه. لدينا وزير داخلية محترم ورجل أمن من الطراز الأول ولديه رؤية هو السيد منصور العيسوي.. ومطلوب من الشعب كل الشعب أن يسانده ومطلوب من الدولة أن تدعمه.