يستأنف مركز الابداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية عرض مسرحية "ماكبث" لشكسبير والتي تم تقديمها في سهرة واحدة من اخراج وسام أسامة واحمد فؤاد من خلال معالجتين للنص ولم تتجاوز مدة عرض كل من المعالجتين 40 دقيقة. وركزا علي مفهوم ومنطقة خارج ما تناوله شكسبير في نصه "ماكبث" "ماكبث" تدور حول القائد المنتصر عند الملك "دنكان" الذي يسمع لنبوءة الساحرات بأنه سيكون ملكاً وتقوده زوجته للخيانه بقتل الملك وصديقه "بانكو" ويطارده شبحهما مما يجعله يعيش حالة تؤثر تدفعه للمزيد من القتل في كل ما يشك فيه .. وتموت زوجته وفي نهاية الأمر يتم قتله .. جاءت المعالجة الأولي في التركيز علي المعادل العصري لدور الساحرات خاصة لما تبثه الفضائيات والوسائط الأخري فبدلاً من ان تكون مجرد نقل للحدث تحولت الي صفه وقد سار العرض في ثلاث محاور أولها التوجية لفكرة ما وراء الشاشات وثانيها توجيه الشخصيات الفاعله عن طريق الحوارات وثالثها اللحظات المنتقاة من الاحداث ليكون لها بث مباشر يتفق ويقترب من الرؤية الخاصة بها من قبل او التي روجت لها عرضاً ..او نتيجة زلة لسان أو فكرة طارئة . اعتمد العرض علي البث المباشر للحدث مما يشير الي انه كان هناك لحظات تؤدي فيها الاحداث كما كتبها شكسبير وقد تم إختيار اداء الادوار بطريقة جيدة خاصة "ساره عادل" التي جسدت دور "ليدي ماكبث" التي اجادت لامتلاكها ادواتها التمثيلية واستطاعت اقناع الجمهور لقدرتها علي التعبير تقدم برهاناً علي ان الشريولد من الوجوه المكسوه ببعض الجمال وان الرقه في التعامل تخفي بركاناً بداخلها . بينما جاء العرض الثاني قريباً من الافكار الفلسفية اكثر من الواقعية حيث النص الشكسبيري كوعاء وجاء بنص آخر يتضمن نفس الاحداث خاصة التملك وجنون العظمه والموت حيث دار حول ممثل وزوجته يؤديان مسرحيته "ماكبث" كان الزوج هو "ماكبث" والزوجة "ليدي ماكبث" الزوجه قبل العرض تشعر ببعض المرض لكنها تقاوم وتقرر اداء دورها لتكون المفارقة وهي موت "الليدي ماكبث" عن طريق وهم التمثيل ومعايشة الدور لكنها تموت في الحقيقة . يؤدي الزوج شخصية "ماكبث" موزرعاً بين الوهم كونه "ماكبث" وفي الحقيقة كونه ممثلاً ليدرك أن زوجته قد ماتت فعلاً ويقرر الهروب من الحقيقة والبقاء مع الوهم علي انه "ماكبث" فمن داخله لايريد للحظات التمثيل ان تنتهي حتي لايواجه الحقيقة بموت الزوجة "ليدي ماكبث" فيتارجح بين الوهم والحقيقة محاولاً ان يجد بين الجمهور طبيباً لانقاذ زوجته ليصل به الأمر لالحاقه بمصحة عقليه .. ويعاد العرض الاسبوع القادم علي مسرح مركز الابداع الفني.