أكد الاستراتيجيون والخبراء الأمنيون انه لا توجد دولة في العالم تستطيع تأمين نفسها بشكل كامل ضد الإرهاب لأن قوات الأمن لا تملك ان تتوقع مكان وزمان العمليات الإرهابية. قالوا إن لدينا ثغرات أمنية وعلينا الاعتراف بذلك وهناك بعض التقصير لكن ليس معني ذلك ان المسئولين يجب ألا نلقيها كاملة علي جهاز الشرطة مشيرين إلي ضرورة دعمه بالإمكانيات وان هناك ضرورة أيضاً لقيام المواطن بدوره تجاه أي تحركات مريبة. يقول العقيد حاتم صابر الخبير بمكافحة الإرهاب الدولي إن الهدف الأساسي من أي عمل إرهابي هو إحراج الدولة لتظهر ضعيفة وعدم تمكنها من تأمين المواطنين.. منوهاً إلي أن جماعة "أنصار بيت المقدس" لم تستطع الاستمرار بمصر إلا 3 سنوات فقط أو أقل لأنها واجهت ضربات متتالية من الشرطة في حين ان بلداً كبيراً مثل ألمانيا التي واجهت جماعة إرهابية واحدة ما يقرب من 13 عاماً بالرغم من كل الإمكانيات والتجهيزات الأمنية. أضاف انه لا يوجد ضعف من جهاز الشرطة ولكن هناك بعض القصور الأمني في بعض المواقع وهذا يؤدي إلي حدوث مثل هذه الأعمال الإرهابية. يري اللواء رفعت عبدالحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة ان الحل الأفضل في مثل هذه الظروف هي الحملات الاستباقية علي البؤر الإجرامية وتدميرها تماماً مؤكداً ان ما حدث من تفجير للكمين خلف مبني وزارة الخارجية هو إفراز للبؤر الإجرامية.. منوهاً إلي أن وزارة الداخلية تطور نفسها بصفة دائمة وتعمل علي تطوير خطتها من حيث الملائمة الأمنية لكل حدث والملائمة الواقعية والقانونية. أضاف ان الجماعات الإرهابية تحصل علي تمويل كبير من دول أخري وهذا التمويل لم يتوقف حتي الآن ونحن نعلم جيداً انهم يمتلكون أسلحة حديثة ومتطورة ولكن الحرب ضد الإرهاب قد تمتد شهوراً حتي يتم اقتلاعه من جذوره. * اللواء د. نبيل فؤاد أستاذ العلوم الاستراتيجية قال إن الأمن المطلق كلمة لا توجد علي مستوي العالم كله لأن هناك دولاً متقدمة وكبيرة تواجهه عمليات إرهابية بصفة مستمرة بالرغم من استقرارها ونحن في مصر نواجه أزمة سياسية كبيرة ولابد من الحل الأمني الشامل والذي يتضمن الحلول السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية وأيضاً الأمنية. أضاف ان هناك تجربة حدثت في الثمانينيات بعد اغتيال الرئيس السادات والمعروفة بالمراجعات الفكرية عن طريق الاستعانة بمشايخ الأزهر وعلي رأسهم المرحوم الشيخ الشعراوي في إجراء حوارات مع قيادات الجماعة الإسلامية وتم إقناعهم من خلال الكتاب والسنة بنبذ العنف.. منوهاً إلي أنه من الممكن فتح الحوار مع قيادات الصف الأول والثاني والثالث من الإخوان الموجودين بالسجون وإقناعهم بنبذ العنف مما ينعكس علي القيادات الأخري خارج السجون. أشار فؤاد إلي أن الحل الاقتصادي والذي يشمل بتشغيل الشباب لأن كثيراً ممن يقومون بالأعمال الإرهابية مأجورين ولا يملكون الأموال فتقليل البطالة يقضي علي هذه الظاهرة. * اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي: يجب الاعتراف ان الأجهزة الأمنية تبذل أقصي ما لديها من جهة لمواجهة الأعمال الإرهباية وهناك عمليات كبيرة يتم إحباطها من قبل العناصر القائمة عليها.. لا يجب ان نتجاهل كل هذه المجهودات التي تبذل وتركز في حادثة حدثت سهواً أو نتيجة لخطأ ما أو ثغرة أمنية. مؤكداً انه علينا الاعتراف بأن الإمكانيات الأمنية يجب تطويرها وان تكون مرتبطة بإمكانيات دولة وليس وزارة. * اللواء دكتور ممدوح عطية خبير الأمن القومي قال إن مصر بحدودها المترامية الأطراف تواجه أعداداً من جميع الدول مثل العدو الصهيوني والأوروبي وما يدخل من أسلحة مهربة ومن ناحية الغرب بسبب الانفلات الأمني الليبي وأيضاً السلاح المهرب من ناحية السودان كل ذلك يجعل القوات المسلحة والشرطة أمام عبء شديد الخطورة. قال إن وعي المواطن عنصر ضروري لمواجهة الأعمال الإرهابية والتعامل مع أي تحركات مريبة.