أجمع خبراء الأمن العسكريين علي ان الهجمات التي يشنها الجيش في سيناءوالعريش نجحت في القضاء علي أكثر من 70% من جيوب الإرهاب واضافوا ان مواجهة جماعات خفية تختبيء بين المدنيين هي مواجهات صعبة تتطلب مزيدا من الوقت. "الجمهورية" ناقشت الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين للتعرف منهم علي الأوضاع هناك. يقول اللواء ممدوح كدواني الخبير الأمني والاستراتيجي ان الأوضاع في سيناء وخصوصا العريش ورفح صعبة لأن الجيش المصري لا يواجه قوة منظمة إنما يواجه اشخاصا قد يحتمون بالمدنيين ويعيشون في أوكار جبلية والدليل علي ذلك الصواريخ التي يطلقونها علي المنشآت العسكرية في أماكن متفرقة كثيرة ومن هنا يتبين صعوبة العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة هناك. ونبه اللواء كدواني إلي أن مصر مرت بهذه الأزمة من قبل في الثمانينيات والتسعينيات عندما فجرت الجماعات الإسلامية قنابلها في الصعيد واستهدفت الشخصيات العامة في القاهرة واستطاعت الشرطة في وقت ليس بقصير القضاء عليها وعلينا جميعا ان نقدم العذر للجيش المصري لأنه يواجه عدوا مجهولا وغير معروف مكانه. من هذا المنطلق علينا ان ندرك جميعا ان هذه العمليات قد تستغرق وقتا طويلا وعلي المجتمع الا يقلق أبدا من هذا. أشار أيضا إلي أن هذه الجماعات ليست بالقوة التي تحارب جيشا نظاميا وإنما هي جيوب صغيرة يجب أن يستمر الهجوم عليها وملاحقتها وتصفيتها أو تعلن الاستسلام وتدخل في حوار مباشر تعلن فيه عن توقف عملياتها وهذا هو السبيل الذي يتم به تقصير مدة الحرب ما عدا ذلك فيجب الاستمرار في ملاحقتهم حتي يتم القضاء عليهم تماما. توقع اللواء جمال مظلوم الخبير الأمني والاستراتيجي ان العمليات العسكرية في سيناءوالعريش ستستغرق وقتا نظرا لأنهم يواجهون جماعات غير منظمة وفي معظم الأحيان يختبئون وسط المدنيين وهذا شيء معقد بالنسبة للتعامل العسكري. وأكد اللواء مظلوم ان العمليات العسكرية ناجحة حتي الآن في تصديها للعمليات الارهابية التي تستهدف المنشآت العسكرية والشرطية وهي ناجحة بنسبة تصل إلي 60%. طالب اللواء جمال مظلوم المواطنين في سيناء بضرورة التعاون مع القوات المسلحة والابلاغ عن أي تحركات مريبة يرونها حتي تتمكن القوات المسلحة من مواجهة جيوب التطرف والإرهاب.. وطالب أيضا المواطنين بالصبر علي الجيش نظرا لصعوبة مهمته في مواجهة عدو خفي يستخدم كل الطرق لتوجيه ضرباته ضد المنشآت العسكرية والشرطية وحتي الآن نستطيع أن نقول ان العمليات ناجحة جدا وسنتمكن من القضاء تماما علي هذه المنظمات الخارجة علي القانون. سيطرة أمنية أكد اللواء نبيل الهابط الخبير الأمني: ان ما يحدث في سيناء من تداعيات سببه ضعف السيطرة الأمنية والذي يعود تاريخها إلي ما قبل الثورة وفترة حكم الاخوان وهو ما مكن الجماعات التكفيرية والجهادية من احكام سيطرتها وتحويل سيناء لبؤر ارهابية. أشار إلي أن الاسلحة الثقيلة التي تستخدمها هذه الجماعات شبه المنظمة في توجيه ضربات للجيش بسيناء دخلت من خلال الحدود الغربية لمصر "ليبيا" عن طريق المهربين وقد ذهب جزء منها إلي دارفور بالسودان والجزء الآخر من الأسلحة ذهبت لحماس وتوقع "الهابط" ان تأخذ العمليات في سيناء وقتا يمكن ان يصل إلي ما يقرب من 6 أشهر ولا ننسي ان العمليات ليست كلها معلنة فبعضها سري لتأمين الافراد القائمين بها والحفاظ علي تأمين المعلومة حتي تنفيذ العملية.