الإرهاب هو الإرهاب.. ليس له دين أو لون أو جنس.. فدينه الموت ولونه الأحمر الغامق وجنسه السواد.. فشلت أمامه أغني أجهزة الأمن والاستخبارات حتي أمريكا أكبر دولة في العالم كانت إحدي ضحاياه في 11 سبتمبر 2001 بسبب هجماته المباغتة التي تعتمدت علي المفاجآت. حادث طابا الذي وقع أمس الأول والذي راح ضحيته أكثر من 19 ما بين قتيل وجريح معظمهم يحملون الجنسية الكورية حدث نتيجة أخطاء قد يكون ارتكبها السائق الذي توفي في الحادث أو أمين الشرطة المرافق للأتوبيس أو حتي المرشد السياحي المرافق للسائحين نتيجة عدم التزامهم برنامج المرحلة الموضوع مسبقا ويعرفه السائحون وشركة السياحة وشرطة السياحة. الخبراء طالبوا وزارة الداخلية بتغيير الخطط الأمنية وتوجيه ضربات استباقية للبؤر الإرهابية مع ضرورة مشاركة الشعب للشرطة والجيش في مواجهة هذا الإرهاب الأسود. أضافوا ان شركات الأمن الخاصة ليست الحل السحري لهذه المشكلة لكن الأهم هو دعم رجل الشرطة الذي يتعرض لضغوط شديدة خلال هذه الفترة الحرجة. يقول معتز السيد نقيب المرشدين السياحيين ان المرشد السياحي لم ولن يكون سببا في أي حادث إرهابي للسائحين الموجودين علي الأراضي المصرية لسب بسيط وهو انه ينفذ البرنامج الذي أعدته الشركة السياحية وتم إخطار السائحين بها قبل وصولهم إلي مصر وأيضا ان شرطة السياحة والآثار لديها علم مسبق بهذا البرنامج. أضاف ان المرشد هو الأكثر حرصا علي تنفيذ البرنامج خوفا من عقاب الشركة السياحية التي ربما تستبدله بمرشد آخر خاصة مع كثرة عدد المرشدين في السوق السياحي الآن. طالب نقيب المرشدين السياحيين بإعادة النظر في تأمين المدن السياحية مثل شرم الشيخ وطابا والغردقة والتي كانت لها تأمين علي مستوي عال أيام مبارك والعادلي لدرجة ان هذه المدن كانت مثل الثكنات العسكرية. أضاف ان استعانة الشركات السياحية بشركات أمن خاصة لا يعوض الأمن الجنائي وأمن المعلومات الوقائي الذي تقوم به وزارة الداخلية ولكنه قد يساعد في التأمين فقط لا أكثر. يقول ناجي العريان نائب رئيس غرفة المنشآت الفندقية ان أول شيء بعد هذا الحادث الأليم هو الاعتراف به أمام العالم بأنه مأساة كبيرة وهو سيكون رسالة لكل دول العالم وخاصة الدول التي تساند الإرهابيين والتأكيد علي أن هذا الإرهاب الذي أصاب مصر اليوم قد يصيب أية منطقة في العالم غدا ما لم نتعاون جميعا للقضاء عليه. أضاف انه لا يوجد دولة في العالم آمنة 100% فمثل هذه الحوادث وقعت في لندن وألمانيا وحتي أمريكا نفسها مؤكدا ان الإرهاب أخطر من الحروب لأن الحرب يوجد أمامك عدو تعرفه وتراقبه لكن الإرهاب هو عدو غير مرئي لك مع التأكيد ان مثل هذه الحوادث خسيسة وبعيدة كل البعد عن الإسلام. أشار العريان إلي أن هناك استراتيجية مع الوزارة من خلال اجتماعات متتالية حتي يظهر دورنا.. مع التأكيد علي دور الإعلام السياحي خلال الفترة القادمة. طالب العريان بعدم إلقاء اللوم علي الأمن بمفرده خاصة انه يعمل تحت ضغوط كبيرة ولذلك علينا جميعا الوقوف بجواره حتي لو كان هناك ثغرة هنا أو أخري هناك.. مطالبا الجميع بتقديم الشكر لرجال الشرطة الذين يضحون بأرواحهم من أجلنا.. منوهًا إلي تغيير الخطط الأمنية باستمرار وهناك إجراءات جديدة سيتم تنفيذها عقب الحادث الأخير. يقول خالد المناوي المتحدث باسم اتحاد الغرف السياحية ان المشكلة هي في الأساس الضمير فمن الذي سمح لسائق الأتوبيس ولأمين الشرطة وأيضا المرشد التوقف في هذا المطعم في حادث طابا إلا إذا كان لهم عمولة منوها إلي ان هذا هو الآفة الكبري وهو ان الكافتيريات تعطي عمولة للسائق والذي من الممكن أن يقتسمها مع أمين الشرطة والمرشد. أضاف ان الإرهابي قد يكون استغل مغادرة السائق وأمين الشرطة للأتوبيس ووضع العبوة الناسفة تحت أحد الكراسي.. مؤكدا ان الشخص الكوري الذي يقولون انه مرشد وهذا ليس بصحيح فهو يعيش في مصر منذ 15 سنة ويعمل بطريقة غير شرعية. طالب المناوي بالتشديد علي السائقين وأمناء الشرطة والمرشدين السائحين المرافقين للرحلات الالتزام بالبرامج التي تضعها الشركات السياحية ويعلمها الجميع مع أهمية وضع قانون يعاقب من يخالف التعليمات.. مشيرا إلي جهاز الشرطة الذي يستطيع أن يقوم بمهمة التأمين بعيدا عن شركات الأمن الخاصة. يقول اللواء فاروق حمدان الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية السابق إن من يقوم بمثل هذه العمليات الإرهابية غير معلوم لأجهزة الأمن وبالتالي فهي أمام عدو خفي يفاجئ الجميع في غفلة وفي أماكن متفرقة منوها إلي أن أمريكا أكبر دولة في العالم لم تسلم من الإرهاب ولم تستطع النجاة من غدره الذي أصابها في 11 سبتمبر عام .2011 أضاف انه علينا أن نعترف اننا في حالة حرب مع هذا الإرهاب الأسود الغادر الخسيس ولابد أن تتضافر الجهود للقضاء عليه وأن يشترك في تلك الجهود الشعب والجيش والشرطة.. مؤكدا ان جهود القوات المسلحة والشرطة واضحة والدليل ضحاياهم التي اغتالها الإرهاب الأسود ولابد أن يقوم الشعب بدوره. طالب اللواء حمدان الشعب المصري بالاستيقاظ والانتباه وأن يعي انه مستهدف ولذلك عليه أن يبلغ عن أي أمور يراها لا تتفق مع الواقع مثل تردد شخص غريب علي المنطقة التي يسكن بها أو استخدام شقة في أوقات غير مألوفة أو متجر يفتح في غير مواعيده أو أماكن يتردد عليها بعض الملتحين في أوقات مريبة. يقول اللواء رفعت عبدالحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة ان ما يحدث في الظروف الحالية ليس إرهابا محليا بل هو إرهاب دولي بمعني الكلمة يلزمه سرعة تدعيم الجهود الأمنية في جميع محافظات مصر بأحدث التقنيات الأمنية لمواجهة هذه الهجمات الإرهابية المباغتة التصادمية الدموية. أضاف انه يجب الاستعانة بالخبرات الأمنية في هذا المجال مهما كانت التكاليف المالية مع الوضع في الاعتبار ان تستكمل وزارة الداخلية بكل قوي الضربات الاستباقية الأمنية التي تسمي بالخطط الهجومية علي جميع البؤر الإجرامية في مصر منوها إلي التوقع من انتشار مثل تلك الوقائع بعيدا عن السياحة مما يمثل تحولا جنائيا جديدا وذلك لارباك الأجهزة الأمنية. أشار اللواء رفعت إلي أن ما يحدث الآن من حوادث إرهابية تسمي جرائم ما بعد الثورات ولن تنتهي إلا بعد الإعلان عن اسم رئيس الجمهورية المنتخب. يقول مجدي صادق "مدير شركة سياحية" ان الشركات السياحية تقوم بدورها كاملا وتسدد ما عليها ولها مساهمة مالية في أكبر صناديق وزارة السياحة ولهذا فأدوار تأمين السائحين ليس مسئوليتنا إنما هي مسئولية أساسية لوزارة السياحة وشرطة السياحة والآثار. أضاف ان شركات الأمن الخاصة لن تكون الحل السحري للمشكلة وخاصة ان رجال الأمن أنفسهم مستهدفون من قبل الإرهابيين.