بينما بدأت السياحة انتعاشة ملحوظة تبشر بخير بعد رفع الدول الخارجية تباعاً للحظر الذى كان مفروضاً على السفر لمصر للسياحة ...فعلها الارهاب مجدداً وفجر اتوبيس سياحى فى طابا فقتل أربعة واصاب 13 شخصاً ومهما كان المنفذ ومهما كان انتماؤه فأن النتيجة واحده ىوهى محاولة ضرب السياحة فى مقتل لتتهدد ارزاق ملايين المصريين من العاملين فى السياحة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ويتاثر الاقتصاد القومى بتراجع حصيلة مصر من العملات الأجنبية .. وبرغم اختلاف الاراء عن حجم تاثير الحادث على قطاع السياحة إلا أن الجميع متفق على خطورته واضراره كما سنرى فى السطور التالية:- البداية من هشام زعزوع، وزير السياحة، الذى قال عقب الحادث إن حادث تفجير أتوبيس طابا السياحى ، سوف يكون له تأثير سلبي على حركة السياحة، وإن الوزارة سوف تستمر في عملها من أجل جذب السياح وطمأنتهم. وأوضح زعزوع، أن ردود الفعل حول الحادث سوف تظهر خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا ضرورة إجراء مراجعات أمنية دورية لتجنب مثل هذه الحوادث فى حين قال حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، إن تأثير »حادث طابا«، الذي أسفر عن مقتل 4 وإصابة 13 آخرين، على حركة السياحة بجنوبسيناء سيكون »محدودًا للغاية« بحسب وجهة نظره . واشار إلى أنه سيتم صرف تعويضات لأسر الضحايا والمصابين في الحادث، وفقًا لوثيقة التأمين المتفق عليها بين شركة السياحة وشركات التأمين. اجراءات أمنية أما الدكتور مجدي صالح، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، فأنه طالب وزارة الداخلية بتشديد الإجراءات الأمنية على الكمائن الحدودية بين البحر الأحمر وباقي المحافظات، وتفتيش الأتوبيسات السياحية، وأماكن انتظارها بالتنسيق مع شركات النقل السياحي وبذل كافة الجهود لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التى لها تأثير سلبى بلا شك على حركة السياحة لمصر . بينما يؤكد إلهامى الزيات، رئيس إتحاد الغرف السياحية، أن العمل الإرهابى الذى حدث فى طابا وجه ضربة قاسمة إلى قطاع السياحة فى وقت كان فيه القطاع السياحى بأكمله يتطلع إلى تجاوز الأزمة خلال الموسم السياحى المقبل واستعادة الحركة السياحية إلى طبيعتها، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التى يستهدف فيها الإرهاب السائحين منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 . وأوضح الزيات أن استهداف الأرواح أمر مرفوض تدينه كل الديانات السماوية وأن ما حدث عمل جبان تستنكره كل طوائف الشعب المصري. وقال إنه من المبكر عن تقييم مدى تأثير هذا العمل الخسيس على السياحة الوافدة أو حدوث إلغاءات من عدمه، مؤكدا أنه سيكون لها تأثير حتى على مستوى الأسابيع القليلة القادمة وهو ما سيؤخر تعافى قطاع السياحة الذى كنا نعول على تعافيها بشكا كامل بحلول عام 2015 . الخطورة وأضاف أن خطورة هذا العمل لا تكمن فقط فى تأثيره على قرار السائحين الراغبين فى زيارة مصر ولكنه أيضا كل الجهود الجبارة التى تقوم بها وزارة السياحة والوزير هشام زعزوع والقطاع الخاص السياحى من أجل استعادة الحركة السياحية إلى مصر، خاصة بعد رفع حظر السفر إلى مصر من قبل أغلب دول العالم والذى كانت قد فرضته عقب ثورة 30 يونيو. وقال إنهم عادوا من بورصة ميلانو السياحية فى إيطاليا قبل الحادث بيوم واحد وكانت ردود أفعال منظمى الرحلات والمسئولين الإيطاليين مبشرة، خاصة فيما يتعلق بمنتجعات البحر الأحمر و جنوبسيناء التى أكدنا مراراو تكرارا أنها مقاصد آمنه بعيدة عن المظاهرات والقلاقل. وأشار أن هناك العديد من الدول التى إستفادت من الأزمة السياحية فى مصر وعلى رأسها إسبانيا التى جذبت أكثر من 60 مليون سائح عام 2013، بالإضافة إلى تركيا ودبى. ضرب مصر من جانبه، أكد عادل زكى، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، أن هذه الضربة ليست موجهه إلى قطاع السياحة ولكن إلى مصر كلها، حيث أدركت الجماعة الإرهابية أن ضرباتها للجيش والشرطة فشلت بل وألبت الرأى العام المصرى عليهم فيريدون الآن إضعاف الدولة المصرية وضربها فى مقتل عن طريق القضاء نهائيا على السياحة وتأثير ذلك على الاقتصاد المصرى بأثره. وأكد زكى أنه يتوقع أن يكون هذا التغير فى سلوك الإرهابيين هو تغير طارئ وليس منهجيا، حيث يدل هذا على أنهم استنفدوا جميع حيلهم فبدأوا فى استعادة أساليب قديمة قذرة. وأشار إلى أن تأثير هذا الحادث سيكون متوسطا وسيتحدد مدى هذا التأثير على حسب تعامل الدولة والحكومة معه وتناوله الإعلامى سواء على المستوى المحلى أو الدولى. الاشرار وبحسب خبراء السياحة فأن الحادث يأتى فى اطار استهداف القطاع الذى يقاتل منذ عام 2011 لاستعادة عافيته حيث يشير ون الى العام 2010 والذي حققت فيه أرقاما قياسية..فبحسب تقرير للمتخصص بشئون السياحة مصطفى النجار فقد زار مصر في ذلك العام147 مليون سائح وحققت دخلا بلغ125 مليار دولار.. لكن جاءت ثورة25 يناير وما صاحبها من عدم استقرار سياسي لتتراجع الأرقام في2011 إلي98 مليون سائح والدخل8 مليارات دولار ثم في2012 كانت الأرقام115 مليون سائح والدخل10 مليارات دولار.. ليأتي بعد ذلك عام حكم الإخوان المسلمين من منتصف2012 إلي منتصف2013 بكل ما صاحبه من أحداث وعدم استقرار سياسي حتي جاءت ثورة30 يونيو لتطيح بحكم الإخوان وكان الجميع يأمل فى تحسن الوضع لكن ما أعقب ثورة30 يونيو من عنف وعدم استقرار وأحداث رابعة والنهضة جعل هذه السنة2013 تنتهي بأن سجلت أسوأ أعوام السياحة المصرية علي الإطلاق حيث بالكاد ستكون الأرقام نحو9 ملايين سائح والدخل 6 مليارات دولار (الأرقام الرسمية لم تعلن بعد). والأسوأ من ذلك هو أن معدل أو متوسط إنفاق السائح في مصر تراجع العام الماضي من85 دولارا في الليلة إلي نحو72 دولارا فقط وتلك كارثة كبري لأن العودة بالإنفاق أو بأسعار السياحة التي كانت عليها والتي تحقق دخلا عاليا سيكون في منتهي الصعوبة. ويمكن القول إن عام2013 كان هو عام الحزن والغضب علي حال السياحة المصرية بعد أن توالت تحذيرات الدول بعدم زيارة مصر التي وصلت ذروتها في انخفاض أعداد السائحين في سبتمبر الماضي الذي انخفضت فيه السياحة بنسبة95% مقارنة بنفس الشهر من عام2010 ولم يزر مصر سوي نحو300 ألف سائح فقط إلي أن نجحت مصر ووزارة السياحة بقيادة هشام زعزوع وزير السياحة وبمساعدة نبيل فهمي وزير الخارجية في إقناع الكثير من الدول برفع أو تخفيف هذه التحذيرات. لكن كان العام قد بدأ في الانصراف ولم تعد الأرقام إلي ما كانت عليه في2012 وبالطبع مازال الفرق بينها وبين2010 بعيدا لتنتهي2013 بهذه الأرقام الضعيفة في هذا العام الصعب جدا علي المصريين.. وعلي السياحة المصرية.. التي أوجعتها خلافات السياسة والسياسيين وحكم الإخوان.. تفاؤل وحذر ومع نهاية العام 2013 وبداية العام 2014 سادت حالة من التفاؤل لكن تفاؤل حذر ..فالتفاؤل مع الحذر كان هو السبيل الوحيد للدخول بقوة إلي مستقبل أفضل في العام الحالي2014 مع دعوات بأن تستقر أحوال السياسة في مصر حتي تستقر أحوال السياحة وتزدهر. وكان الأمل في تنويع الأسواق وهو ما تنبه إليه وزير السياحة هشام زعزوع حينما أعلن عن تفكيره في الاتجاه شرقا.. أى إلي دول الخليج العربي والسياحة العربية بشكل عام والتي تشكل نحو22% من السياحة إلي مصر.. وكذلك الاتجاه شرقا أيضا إلي جنوب شرق آسيا وتحديدا دولتي الهند والصين وكوريا وهو ماحدث فعلاً لكن يد الارهاب الذى يحركها شيطان فى الخارج وشياطين فى الداخل لا تريد لمصر الخير فجاء حادث طابا مهما كان فاعله ليعمق جرح السياحة فى مصر وهو جرح يدعو الجميع أن يتم شفاؤه بسرعة حيث لا الاقتصاد ولا العاملين فى قطاع السياحة بحاجة لألم جديد.