المعني الوحيد لمقتل رجل الإغاثة البريطاني بواسطة تنظيم داعش. غياب العقل عن قادة أفراد هذا التنظيم. الرهينة الذي تم إعدامه. متطوع في هيئات الإغاثة الدولية. فعمله إنساني في الدرجة الأولي. وان اختطافه واعتقاله بالتالي عملا مرفوضا. ثم جاء إعدامه عملا إجراميا يشي بطبيعة هذا التنظيم. من المستحيل أن ننسب هذا التنظيم إلي الإسلام. قتل الرهائن. أو مجرد تعذيبهم. مما يأباه ديننا الحنيف. وصايا الرسول كثيرة في ضرورة حسن التعامل مع الرهائن والأسري. ولعلنا نذكر الغضب الهائل الذي عبر به رسول الإسلام العظيم عن موقفه من قتل رجل بتهمة الكفر. وقوله لمن قتله: هل فتشت قلبه؟ لعلي أسرفت في الكتابة عن هذا التنظيم الذي يرفع شعارات الإسلام. هو في حقيقته تنظيم إرهابي. يدين بوجوده لمؤامرات الغرب. تصور من أنشأه أو موله. أنه سيتجه بعملياته الإرهابية إلي الوطن العربي والإسلامي. لكنه جاوز الأسوار التي حددها له الغرب. بحيث لا يقفز فوقها. وامتدت عملياته الإرهابية إلي خارج الوطن العربي. أقدر الموقف المصري الذي طالب أن تكون مكافحة الإرهاب ككل. بصرف النظر عن تنظيماته. الإرهاب هو إرهاب. وجماعاته يجب أن تواجه باعتبارها خطرا علي أمن المجتمع الإنساني وسلامته. وإذا كان موظف الإغاثة المسالم مثلا في تأكيد هذا المعني. فإن عشرات الأشخاص المسالمين الذين قتلوا في بيوتهم. وفي البنايات العامة. هم تأكيد آخر لهذا المعني. المؤلم أن ديفيد هاينز ليس عسكريا. بحيث يجد تنظيم داعش في ذبحه مبررا للفعلة الشنيعة. لكنه مواطن عادي. ترك العيش في وطنه. وانتقل إلي بلد يعاني ظروف الحرب. للمشاركة في عمليات الإغاثة. مسئولو داعش عرفوا بالضرورة طبيعة المهمة التي أبعدت هاينز عن بلاده. هي مهمة إنسانية تستحق التعاطف والتقدير. لكن إلغاء العقل والتعطش إلي الدماء أملي ذبح رجل الإغاثة دون تدبر لفداحة الجريمة. أخطر ما في الصورة الكلية لما حدث. هو الإساءة للإسلام. يبدو الدين الذي يدعو إلي الحب والتسامح والتكافل علي أيدي جماعة من السفاحين شيئا مختلفا عن حقيقته. يرفعون الرايات التي تدعو إلي الله ورسوله. وينشرون الدمار والقتل والسلب. إلي حد التفاخر بإعدام سبعمائة مواطن عراقيا في عملية واحدة. وتوالي ذبح أشخاص مسالمين. لا صلة لهم بظروف الحرب إلا العمل كصحفيين ورجال إغاثة! هذا التنظيم غمة. لابد من إزالتها.. دفاعا عن الإسلام!