لم نعد نصدق من هم أعداء الثورة هل هم مثيرو الفتنة الذين يريدون القفز فوق شباب الثورة؟ أم هم الذين يسمونهم فلول النظام؟ أم البلطجية الذين يريدون الانتقام من رجال الشرطة والشرفاء من أفراد المجتمع؟ أم أصحاب التظاهرات الفئوية؟ في الحقيقة أن الوضع الحالي اختلط فيه الحابل بالنابل. البلطجي أصبح له نفوذ يتكلم باسم الثورة ويدعي البطولة بأنه من جنود التغيير والحرامي يدعي أنه شريف ورجل المواقف الصعبة ويتحدث مع الآخرين علي أنه زعيم وأحد أبطال هذه الثورة أما الآخرون الذين يريدون ركوب الموجة والقفز أيضاً علي شباب الثورة بدعوي أنهم كانوا مكبلين بالقيود وتعرضوا لظلم واضح ويدعون أنهم أصحاب حق وقد أباحوا لأنفسهم أشياء تدعو للفتنة وزرع الأحقاد بين فئات المجتمع. ووسط هذه المنافسات ضاع الشرفاء الحقيقيون ولم نجد لهم صوتاً حتي ان البعض افتري وتجبر عليهم ونجدهم يُهاجمون ويهانون في مواقعهم المختلفة ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم في وقت أصبحت فيه الغلبة لأصحاب الصوت العالي الذين يستعرضون عضلاتهم ويستعملون القوة ضد الشرفاء لنيل مطالبهم واشباع رغباتهم حتي لو كان هذا يتعارض مع مصالح الآخرين أو يخالف القانون. الغريب أن هؤلاء هم أعداء الثورة ويدعون الشرف ورغم ذلك نتعاطف معهم وعندما نجد واحداً من هؤلاء البلطجية يقتاده ضابط الشرطة إلي القسم أو ينهره من أجل مخالفة ارتكبها مع أحد المواطنين في الشارع. وهنا يأخذنا الحماس ونشاركهم في الاعتداء علي أقسام الشرطة وللأسف تتكرر هذه الأفعال. في الواقع أن هؤلاء يمثلون خطورة علي جميع أفراد المجتمع ولابد أن نقف لهم بالمرصاد ولا نعطي لهم فرصة للاختباء تحت ستار الثورة حتي نكشف ألاعيبهم ونحمي المجتمع من شرورهم. من يصدق منا أنه سوف يأتي يوم من الأيام ونجد شخصاً ما يصفع ضابط شرطة علي وجهه وموظفاً يعتدي علي مديره في بجاحة وطبيباً يشتم وزيراً وبلطجياً يقتل ويسرق ويخطف ولا يستطيع أحد أن يتصدي له. صحيح أن الثورة حققت لنا الكثير لكن أفرزت سلبيات كثيرة لم نكن نتمناها ولابد أن نتصدي لهؤلاء حتي نظهر حقيقتهم أمام الرأي العام ونساعد رجال الأمن والمسئولين علي تحقيق الأمن والأمان في جميع الهيئات والوزارات والمصالح الحكومية. خاصة الشارع الذي أصبح يئن من البلطجة.